خروج المحرق المبكر من بطولة كأس الاتحاد الآسيوي هو حلقة أخرى من مسلسل الإخفاقات الخارجية لكرة القدم البحرينية على مستوى الأندية والمنتخبات، وأسباب هذه الإخفاقات كثيرة وتم الحديث عنها بإسهاب مرات كثيرة في مختلف الصحف.
وهنا نكرر أيضا أن كرة القدم البحرينية ليست بحاجة إلى حلول ترقيعية من أجل تحقيق النتائج الوقتية، بل هي بحاجة إلى حلول جذرية وخطط مدروسة للنهوض بها وإيصالها إلى مرحلة قطف الثمار، وتحقيق الإنجازات.
والمسئولية لا تتحملها جهة بعينها لكنها موزعة على جميع من يهمهم الأمر بنسب معينة بحسب موقعهم من مراكز القرار، فالمجلس الأعلى للشباب والرياضة ومعه المؤسسة العامة للشباب والرياضة يتحملان النسبة الأكبر من المسئولية بحكم أنهما قمة الهرم الرياضي في البحرين، ثم يأتي الدور على الاتحاد والأندية ثم اللاعبين.
فالمجلس الأعلى والمؤسسة العامة مهمتهما توفير الموازنة المناسبة لتطوير الحركة الرياضية عموما وكرة القدم خصوصا، لأن كرة القدم البحرينية بحاجة إلى المزيد من الدعم من قبل الحكومة حتى تتمكن من مجاراة نظيرتها الخليجية التي باتت تفوقنا كثيرا في بنيتها التحتية، لكننا نفتخر بوجود العنصر البشري المخلص الذي يستحق أن نهيئ له سبل النجاح من أجل تحقيق الإنجازات، أما مسألة التجنيس فقد أثبتت فشلها مع المنتخب الوطني ومع نادي المحرق اللذين لم يحققا النتائج المرجوة من هذه العملية.
ويأتي الاتحاد البحريني لكرة القدم في المستوى الثاني من حيث المسئولية، إذ يجب عليه أن يعيد النظر في المسابقات، وأن يقف في صف الأندية من أجل زيادة مخصصاتها السنوية حتى تتمكن من تطوير نفسها من خلال إعداد فرقها بالشكل السليم، والتعاقد مع لاعبين محترفين قادرين على إضافة لمسة جديدة إلى الفريق وليس عالة عليه كما هو الحال مع معظم المحترفين الذين تورطت بهم الأندية بسبب ضعف موازناتها.
كما أن الاتحاد مطالب بوضع خطط لتطوير المسابقات وتشجيع اللاعبين وعدم الاكتفاء بما تقوم به الشركة الراعية من دور والذي أثبتت من خلاله أنها غير قادرة أبدا على تحريك وتطوير الدوري المحلي.
والاتحاد يعلم جيدا أن قوة المنتخب الوطني والأندية الوطنية تكمن في قوة المسابقات المحلية، وشاهدنا جميعا كيف تمكن المحرق من الفوز بسهولة ببطولة الدوري في هذا الموسم لكنه اصطدم بالواقع في البطولة الآسيوية عندما واجه فرقا تعادله في المستوى.
أما الطرف الثالث في المعادلة فهي الأندية التي قد نقف إلى جانب معظمها بسبب ضعف إمكاناتها، إلا أن أندية المحرق والرفاع والأهلي يجب أن تضع لها خططا خاصة لتطوير فرقها، فهي تملك الملاعب وتملك العنصر البشري وتملك الموارد المالية، بالإضافة إلى القاعدة الجماهيرية التي تقف وراء كل منها، وما ينقص هذه الأندية هو التخطيط السليم والجرأة والرغبة في التطوير من أجل تحقيق طموحات الجماهير البحرينية.
أما الضلع الأخير والمهم أيضا في هذه القضية فهو اللاعب نفسه، لأن اللاعب يجب أن يضع نصب عينيه تطوير نفسه والسعي للوصول إلى أفضل المستويات، وهناك جوانب يجب على اللاعبين الاهتمام بها مثل عدم السهر والمواظبة على التدريبات بالإضافة إلى نوعية الغذاء اليومي الذي يتناوله اللاعب، وهناك أمر مهم جدا وهو أن يهتم اللاعبين بتقوية بنيتهم الجسمانية من خلال تمارين الحديد والتمارين البدنية الأخرى، وفي مباراة المحرق مع الوحدات شاهدنا الفارق الجسماني الكبير بين لاعبي الفريقين، وإذا كان هذا حال لاعبي المحرق أفضل الأندية البحرينية وصاحب الإمكانات، فكيف هو إذا حال الأندية الأخرى ضعيفة الإمكانات؟
إذا، أمور كثيرة تحتاجها كرتنا لن نتمكن من ذكرها في هذا العمود، أما التجنيس العشوائي غير المدروس فما هو إلا طمس للهوية من دون فائدة، وقد أثبتت الأيام الماضية صحة ذلك، وحتى الدول التي نجحت في تحقيق البطولات من خلال التجنيس فقد هيأت بنيتها التحتية ثم تحولت إلى التجنيس وهذا هو المطلوب.
إقرأ أيضا لـ "كاظم عبدالله"العدد 1721 - الأربعاء 23 مايو 2007م الموافق 06 جمادى الأولى 1428هـ