بحوادث مخيم النهر البارد للاجئين تدخل لبنان مرحلة جديدة يحلو للبعض أن يسميها في أسوء وصف بـ «عرقنة لبنان»، أي حدوث عملية «استنساخ» لما يجري في العراق منذ أربع سنوات.
ومما يرثى له أن تصل «لبنان الحرية والكرامة» إلى هذا المستوى، الذي استمرت فيه الاشتباكات بين جماعة «فتح الإسلام» الفلسطينية والجيش اللبناني منذ الأحد الماضي وازداد عدد القتلى الى 66 قتيلا وعشرات الجرحى. يضاف الى ذلك، التهديدات التي أطلقتها الجماعة بنقل الاشتباكات إلى خارج المخيم لتشمل مساحة أوسع في لبنان.
ولم يمض على هذا التهديد سوى بضع ساعات حتى هز العاصمة (بيروت) تفجير منطقة الأشرفية ثم تلاه بعد 24 ساعة انفجار قنبلة وضعت في سيارة في منطقة الفردان.
والأكثر خطورة في هذا التطور عملية التفجير الانتحاري في داخل شقة في كبرى مدن شمال لبنان مدينة طرابلس. ما يكشف عن أن هذه الحوادث مرشحة للتصعيد بما لا تحمد عقباه، فالمقاومة التي أبدتها هذه الجماعة وعجز الجيش اللبناني عن إنهاء الاشتباكات بعد أربعة أيام، يجعل من الوضع - الجالس على برميل بارود - صعب التدارك.
كما أنه لا يمكن تجاهل الجانب الإنساني في هذه الحوادث، إذ يعيش أكثر من 40 ألف فلسطيني محاصرين في مخيم النهر البارد، وصعوبة وصول الإغاثة والمئونة.
إذا لبنان تشهد دخول مرحلة تحتاج إلى توصل سريع من قبل الفرقاء اللاعبين في إدارة البلاد والعودة لطاولة الحوار لاحتواء الأزمة قبل تفاقمها.
إقرأ أيضا لـ "احمد شبيب"العدد 1720 - الثلثاء 22 مايو 2007م الموافق 05 جمادى الأولى 1428هـ