العدد 1716 - الجمعة 18 مايو 2007م الموافق 01 جمادى الأولى 1428هـ

دافوس الشرق الأوسط

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

تحت شعار «إطلاق طاقات التعددية والتنوع»، انطلقت أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي ظهر أمس (الجمعة) على شاطئ البحر الميت بمشاركة 1500 سياسي واقتصادي من 55 دولة.

وتتمحور مناقشات المنتدى السنوي الثالث الذي يعقد في الأردن والرابع في المنطقة، حول السلام، الاستقرار، قياس تداعيات الحروب والاحتلالات على اقتصادات وأفق التنمية في الشرق الأوسط.

وفي العناوين الفرعية جلسات حوارية وتشبيك متعدد الأطراف في أزمة المياه، وقطاعات التأمين والطاقة والتعليم وتكنولوجيا المعلومات فضلا عن التمويل الإسلامي والعلاقة العكسية بين نجاح الأحزاب الإسلامية في المعارك الانتخابية وشعبيتها في الشارع العربي. كما ستخصص إحدى جلسات المؤتمر لبحث التجارة في قطاعات الخدمات وأهميتها في دعم الاقتصاد الوطني.

ويناقش المؤتمرون في المنتدى الاقتصادي كيفية تنويع مصادر الدخل والنمو في الاقتصادات العربية عبر استثمار فوائض النفط في مشروعات استثمارية تكفل استمرار النمو. ويبحث المشاركون أيضا كيفية استثمار المصارف الإسلامية والأدوات المالية الإسلامية في تنمية الوطن العربي وتمويل البنى التحتية لتحقيق تنمية مستدامة.

وسيجتمع ممثلو دول مجموعة الـ 11، إذ تجمع 11 دولة ذات دخل متدنٍ على هامش اجتماعات المنتدى الاقتصادي العالمي. وإلى جانب الأردن تضم مجموعة الـ 11 كلا من الباكستان، سريلانكا، المغرب، السلفادور، جورجيا، كرواتيا، هندوراس، الباراغواي، الإكوادور وإندونيسيا.

ولا ينبغي أن نرسم صورة وردية لهذا المنتدى، فمقابل التأييدين الرسميين العربي والدولي اللذين يتمتع بهما، هناك مؤسسات مدنية ترى صورته من زاوية أخرى. فقد دعا «ملتقى عمّان لمؤسسات المجتمع المدني المناهضة للهيمنة» الفعاليات المحلية والعربية إلى مقاطعة المنتدى الاقتصادي العالمي للشرق الأوسط (دافوس) الذي تبدأ فعالياته أمس (الجمعة) في البحر الميت. وقال الملتقى ان اهدافه في «غير صالح الشعوب العربية ومصالحها».

وطالب ممثلو الملتقى في مؤتمر صحافي الأربعاء الماضي في مجمع النقابات المهنية الحكومة والحكومات العربية بالتركيز على التنمية المحلية الحقيقية بدلا مما أسموه «ترويج ادعاءات الاستثمار الاجنبي، وتحويل الكتل الاجتماعية الى عبيد برسم البيع». واعتبر الملتقى أن هذه المنتديات «أطر لرسم سيناريوهات النهب وتوزيع ثروات الشعوب على القلة من المستفيدين على حساب مليارات من الناس يدفعون حياتهم ثمنا لرفاهية هؤلاء».

يذكر ان ملتقى عمّان تأسس في ديسمبر/ كانون الأول الماضي عقب مؤتمر مناهض لمنتدى المستقبل الذي أقيم في عمّان آنذاك ورعته الدول الصناعية الثماني الكبرى.

وعلى رغم تعدد القضايا السياسية والاقتصادية التي سيناقشها المنتدى، فإن القضايا الاجتماعية حظت هي الأخرى بمساحة جيدة من اهتمام منظمي المنتدى والمشاركين فيه، إذ سيناقش المجتمعون فى منتدى «دافوس البحر الميت»، عددا من هذه القضايا مثل: أزمة غياب الأمل لدى الشباب العربي في ظل الشعور بتضاؤل الفرص الحقيقية لتحسين مستويات معيشة هؤلاء الشباب؛ بسبب البطالة والفساد وتفشي ممارسات المحاباة التي تعني صعوبة حصول الشاب على فرصة عمل جيدة من دون توافر علاقات أسرية أو ما يسمى «الواسطة» التي باتت أزمة حقيقية يعاني منها معظم شباب الطبقات الدنيا والمتوسطة في العالم العربي، والعلاقات الجدلية بين القيم الإسلامية والثقافة الغربية الليبرالية.

ولو أبعدنا المحورين السياسي والاجتماعي جانبا وركزنا النظر على الموضوعات الاقتصادية التي ستعرض على طاولات المنتدى فسنكتشف أنها تتمحور حول 3 قضايا رئيسية هي: أوجه إعادة استخدام عائدات النفط العربي في مشروعات التنمية في المنطقة العربية، أساليب الاستفادة من السيولتين المالية والنقدية اللتين بحوزة المصارف الإسلامية لتوسيع نطاق ومجالات تمويل الأسواق العربية، وأخيرا أفضل الطرق وأقصرها وأقل كلفة لتطوير قطاع الخدمات العربي في رؤية عربية متكاملة.

المحاور الثلاثة التي ترتكز عليها أعمال منتدى البحر الميت: الفوائض النفطية، المصارف الإسلامية النفط والاقتصاد الخدماتي مركزها منطقة الخليج. وعن صناعة الخدمات، تكفي الإشارة إلى خطة تسويقية للسوق الخليجية تحت شعار «مرحبا بكم» التي أطلقتها هيئة تنشيط السياحة الأردنية بهدف تشجيع السياحة الخليجية التي تحتل موقعا متقدما بالنسبة إلى الأردن بنسبة تصل الى 60 في المئة من حجم سياح المبيت القادمين للأردن. وبلغ عدد سياح المبيت من الدول العربية خلال العام الماضي ما يقرب من مليون و900 ألف سائح، ومن دول الخليج لوحدها ما يقرب من 576 ألف سائح خلال العام نفسه.

وكان المنتدى الاقتصادي العالمي - الذي انطلق العام 1973 - قد التأم في قطر العام 2003 ومنتجع شرم الشيخ المصري العام الماضي. ومنذ العام 2003 لم تشهد منطقة الخليج أي نشاط يستحق الذكر للمنتدى العالمي.

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 1716 - الجمعة 18 مايو 2007م الموافق 01 جمادى الأولى 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً