ترددت أنباء عن تبني أهالي جزيرة سترة الأعزاء عريضة تطالب الجهات الرسمية بإطلاق اسم رئيس الهيئة المركزية لجمعية العمل الوطني الديمقراطي (وعد) المهندس عبدالرحمن النعيمي (شافاه الله) على أحد شوارعها الرئيسية أو أحد ميادينها، والمطالبة بهذا الأمر حق مشروع من شعب مخلص يحاول أن يرد بعض الجميل لرمز وطني كبير تجسدت فيه كل صفات الوطنية حتى بات من أروع النماذج الحية في تفسير معاني التضحية من أجل الغير والنضال في سبيل الحرية والكرامة التي يجب أن يرفل في ثوبها الجميع من دون تمييز لطائفة أو عرق أو انتماء أو جنس أو مذهب.
ترددت قبل كتابة هذا الموضوع لكن ما حفزني للكتابة هو سؤال عريض تبادر إلى ذهني مذ قرأت خبر العريضة التي يتبناها الرائعون في سترة الخير.
من الأولى بتبني تلك العريضة؟!
بمعنى إذا كان الرجل قد ولد في جزيرة المحرق ومن (فرجانها) انطلقت مسيرته النضالية فمن باب أولى أن تكون هي ولا سواها من تفاخر باسمه بتعليقه على أحد شوارعها الرئيسية وبرفعه فوق إحدى المؤسسات التي تزخر بها المحرق.
لا أحد يمتلك الحق في مصادرة حقوق البشر في اختيار من يحبون ومن يمتلكون تجاههم عاطفة الاحترام والتقدير، ولا يمكن لأحد أن يمنعنا من التعبير عن تلك المشاعر الجياشة التي نظهرها أو نكتمها في صدورنا، ومن ذلك ليس لنا أن نعترض على العريضة المذكورة التي تعطيك بيقين لا يقبل التشكيك ولو للحظة في عظمة ونبل وإيثار المواطن الستراوي الذي داس على جراحاته المؤلمة ببسالة قل ما تتكرر وبكبريائه النادر طالب بتكريم النعيمي أولا وقبل تكريم أي أحد في جزيرته التي تسبح بأسماء الكثير من الشهداء الذين قضوا نحبهم والمعتقلين الذين حرموا الحرية ردحا من الدهر للهدف السامي ذاته الذي تجرع لأجله النعيمي سموم الاغتراب.
النعيمي منعطف الرفض الكبير لكل ظلم وتجبر وعدوان، دائما أراه كأستاذ يعطي دروسا قيمة ومجانية في الوقت ذاته، إذ لا ينتظر منها أي مقابل ودرس العريضة التي يجري توقيعها الآن من اروع الدروس التي يجب أن يدركها المواطنون فهي تضعهم في خندق الوطنية الموحد في مواجهة دعوات الفرقة وأبواق الطائفية النشاز.
كل من كان يحضر خيمة (أبوأمل) أيام الانتخابات النيابية الماضية كان باستطاعته أن يعرف ما يمتلكه هذا الرجل من شعبية وكيف استطاع أن يكسر خطابه السياسي حواجز قلوب الناس ليخاطب عقولهم وضمائرهم بمنطق من يحترق ألما ووجعا من أجل خير البحرين وشعبها.
تمكن النعيمي من تحقيق أحد أهدافه النبيلة، لدينا مواطنون يمتلكون حسا راقيا يجعلونك تشعر بالفخر فقلوبهم على بعض وأيديهم متحدة على رغم ما يتعرضون له من البعض في التشكيك بوطنيتهم بين الفترة والأخرى...
أتمنى لمشروع عريضة أهالي سترة أن يتكلل بالنجاح وأن تحذو بقية المدن ولاسيما المحرق بالمشروع ذاته في اطلاق اسم النعيمي على محافل اخرى، فالرجل يستحق الكثير لأنه قدم الكثير واستطاع أن يمد جسورا بين قلوب المواطنين على رغم الأوضاع العصيبة التي عاش فيها. شكرا جزيلا لأهالي سترة الكرام وشكرا للنعيمي الذي نتمنى له موفور الصحة والسلامة ليواصل مسيرته الحافلة بالخير والعطاء.
إقرأ أيضا لـ "ميثم العرادي"العدد 1715 - الخميس 17 مايو 2007م الموافق 29 ربيع الثاني 1428هـ