من المشاهد العالقة في الذاكرة خلال الغزو «الأنجلو - أميركي» للعراق في مارس/ آذار 2003، الشاحنة التي استخدمتها القوات الأميركية لجمع أسلحة الجيش العراقي والتي كانت عبارة عن بنادق «الكلاشينكوف» الروسية، ثم ألقائها في حفرة وإضرام النيران فيها.
هذا المشهد أستحضرته بعد قراءتي لما نقلته الوكالة الفرنسية بأن الجيش الأميركي سلم الجيش العراقي دفعة أولى من بنادق «إم 16» و»إم 4» الأميركية الصنع. وهذان الموقفان يوضحان جزءا ضئيلا من السياسة الأميركية التي تنتهجها منذ سنوات في المنطقة خصوصا، والتي لم تتبدل بتبدل الرؤساء أو الأحزاب ومرور الأيام.
واشنطن التي أظهرت تقارير مخابراتها التي رفعت السرية عنها أنه كان في مصلحتها إطالة أمد الحرب العراقية الإيرانية، وأنها كانت وراء الدعم المالي لحصول نظام الرئيس المخلوع صدام حسين على أسلحة كيماوية، هي نفسها التي جردته من جميع أسلحته وعتاده وحلت جيشه.
واشنطن تريد تحويل المنطقة إلى «بقرة حلوب» تدر لبنها بالمجان، ثم تغلفه في مصانعها وتعيده لنا كمنتج نشتريه بمبالغ خيالية.
كما أن واشنطن تريد إعادة تنظيم المنطقة بما يتماشى مع سياساتها «الاستحواذية» ووفق أطماع الكيان الصهيوني لتأمين مصالحهما الخاصة.
هذه شواهد ينبغي الوقوف عندها طويلا وتوخي الحذر في الانجرار مع «الدعاية» التي تمارسها أميركا في خلق أعداء «وهميين» وخلق مزيد من الصراع الطائفي في بلداننا، فأبناء المنطقة قادرون - لو شحذت الهمة وصدقت النية - في حل مشكلاتهم بأنفسهم.
إقرأ أيضا لـ "احمد شبيب"العدد 1714 - الأربعاء 16 مايو 2007م الموافق 28 ربيع الثاني 1428هـ