العدد 1711 - الأحد 13 مايو 2007م الموافق 25 ربيع الثاني 1428هـ

اجعلوا شرم الشيخ نقطة التحول للعراق وللمنطقة بأسرها

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

ليس هناك من يخاف من عدم الاستقرار والعنف في العراق أكثر من العراقيين أنفسهم وجيرانهم. إلا أن المخاوف والشكوك والعداءات المتبادلة وانعدام أي نوع من الالتزام الأميركي في الدبلوماسية الإقليمية منعت العراق وجيرانه من تحويل الخوف والقلق المشترك إلى أجندة عمل مشتركة. ولكن مبادرة دبلوماسية إقليمية، هي نقطة تركيز مؤتمر وزيرة الخارجية الذي استضافته مصر في شرم الشيخ، قد تشكل نقطة تحوّل تؤدي بجميع الأطراف نحو عمل حثيث مشترك.

وبينما يزداد القلق على الصعيد الإقليمي يتراجع اعتماد دول الجوار على العمل ثنائي الجوانب لصالح اهتمام متجدد بالدبلوماسية متعددة الجوانب.

«تعترف الدول المجاورة للعراق بمسئوليتها المشتركة في دعم التسوية في العراق» تقول مجموعة رائدة من شخصيات السياسة الخارجية في «إعلان مرمرة» وهو النتاج الحديث لحوار غير رسمي بين العراقيين ودول الجوار. وكما أعلنت المجموعة فإن استقرار العراق «متصل بشكل لا خلاص منه بحماية المصالح الوطنية الأمنية لدول الجوار هذه».

العمل الأهم والأكثر إلحاحا هو بناء عملية مستمرة موجهة نحو النتائج تضم جميع اللاعبين الأساسيين. فقد قام العراق بعقد اجتماعات وزارية منتظمة مع دول الجوار منذ العام 2003 كجزء من مبادرة تركية ولكن بغياب الولايات المتحدة. فقد اجتمع اللاعبون الدوليون والإقليميون في نهاية العام 2004 في شرم الشيخ ولكن لم يجرِِ سوى القليل من المتابعة منذ ذلك الاجتماع. يجب على اجتماعات القمة أن تضع الخطوط العريضة للعملية وليس تحديدها وتعريفها.

ويوفر الاتفاق الدولي بين الدول المانحة والحكومة العراقية، والذي سيتم اعتماده في شرم الشيخ إطارا لمعونة اقتصادية إقليمية ودولية تنساب بشكل متزامن مع عملية الإصلاح في الحكومة العراقية. إلا أن هناك حاجة للقيام بالمزيد للتعامل مع الفراغ الأمني المتدهور. وتعتبر مشاركة الجيش وأجهزة المخابرات ومسئولي الشرطة في هذا المعرض، في كل من الاجتماعات الوزارية ومجموعات العمل على المستوى الفني أمرا حاسما، مثلما هو الحال بالنسبة إلى وضع آلية مشتركة لمجابهة الأزمات.

ويمكن لهذه المبادرة الدبلوماسية الجديدة كذلك أن تُستخدم لتوليد دعم إقليمي لعملية التسوية الإقليمية العراقية، فهي تشكل فرصة جماعية لدول الجوار لتشير من دون أي لبس أو غموض إلى كل الفصائل العراقية بأن التسوية هي أولوية إقليمية. ولكن المكون الرئيسي للعملية هو أن تقوم الحكومة العراقية ببدء عملية جادة من الإصلاح والتسوية وأن تثبت فعاليتها وصدقيتها محليا حتى يتسنى لدول الجوار بعد ذلك توفير المزيد من الدعم السياسي.

وتحتاج واشنطن بدورها لأن تولد المزيد من الأفكار لتعديل الأزمة المتفاقمة في العراق. يجب على الولايات المتحدة أن تواصل الحوار مع جميع الفصائل العراقية، بمن فيهم المجموعات المتمردة بهدف إحضار جميع الأطراف إلى العملية السياسية.

يجب على واشنطن الاهتمام أكثر بحلفائها العرب، وبالذات المملكة العربية السعودية ومصر، وأن تثبت التزامها بالمشاركة المستدامة على أعلى المستويات مع كل اللاعبين بمن فيهم إيران وسورية، إضافة إلى ذلك يجب على الولايات المتحدة أن تزيد من مشاركتها في مجموعات العمل التي تأسست الشهر الماضي في اجتماع تحضيري في بغداد، ولكنها لم تباشر تحركها بعد.

مع تزايد شدة الشك والتشاؤم في المنطقة بشأن النوايا الأميركية، كلما فعلت واشنطن المزيد من أجل إثبات التزامها بالحلول متعددة الجوانب ازدادت فرص نجاح المشاركة في وضع الحلول.

أما بالنسبة إلى موضوع الوجود العسكري الأميركي فليست هنالك أية طريقة لتحقيق توقعات جميع الأطراف من دون الإعلان بشكل واضح ونهائي بأن الولايات المتحدة ستنسحب، ليس بشكل متهور وإنما بشكل مسئول.

الانسحاب المتهور سيسرّع وتيرة الأعمال المندفعة متعددة الوجوه في المنطقة ما سيزيد من خطورة الأزمة العراقية، ويرفع من احتمالات حرب إقليمية. ولكن البقاء العنيد مفعم بالمشكلات كذلك، إذ إنه يعرقل التوجه نحو المزيد من الدبلوماسية الإقليمية الأوسع انتشارا.

يجب أن يقتنع اللاعبون الإقليميون بغض النظر عما إذا أرادوا من الولايات المتحدة أن تبقى أو أن ترحل، أن يكونوا على قناعة بأنه سيكون لهم تأثير من خلال التصرف ضمن عملية منظمة أو تحويلها في ساحة المعركة.

وأخيرا، تستطيع الولايات المتحدة أن تساعد على إيجاد حوافز موجهة نحو تحييد نقاط الانفجار وتشجيع التسوية الإقليمية. ويمكن لمعونة عاجلة إلى دول المواجهة في أزمة اللاجئين، وهي الأردن وسورية، اللتان تعانيان كذلك من اقتصادات هشة، أن تقدم دفعة مبكرة للعملية.

وبشكل أعم فإن توسيع الأجندة لتشمل مجالا أوسع من القضايا، بما فيها إجراء تغييرات في الدستور العراقي ووضع مدينة كركوك والتنمية الاقتصادية ودعم الميليشيات، ستحفز دول الجوار على الاستثمار في عملية يُنظر إليها على أنها تخدم مصالح هذه الدول.

وأخيرا وليس آخرا يجب على الولايات المتحدة أن تساعد العراق في اتخاذ خطوات أساسية لمنع المجموعات المسلحة من استخدام الأراضي العراقية لمهاجمة جيرانها.

سيناقش الشكاكون في الولايات المتحدة بأن الدبلوماسية الإقليمية والمشاركة على مستوى عالٍ مع دول الجوار هي بحد ذاتها تنازلا، ولكن الوضع في العراق أكثر يأسا من التعلّق بنزوات خيالية على حساب الحلول العملية. التفاوض المعمق وتعدد الأطراف جاء بنتائج إيجابية في مواقع أخرى، من أفغانستان إلى البلقان.

تستطيع هذه العملية التي بدأت تبرز أن توفر إطارا من التوترات في المنطقة وأن تقدم حلولا عملية في العراق، إضافة إلى ذلك، إذا نجحت هذه العملية فقد توفر دفعة رئيسية للصدقية الأميركية في وقت اتسعت فيه الهوة بين سلطة الولايات المتحدة وتأثيرها.

يشار ياكس/ عضو في البرلمان التركي ووزير خارجية سابق

غسان العطية/ محلل سياسي عراقي معروف

خالد الدخيل/ أكاديمي وكاتب سعودي

سكوت لاسنسكي/ كاتب وباحث في معهد الولايات المتحدة للسلام، والمقال ينشر بالتعاون مع« كومن غراوند»

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 1711 - الأحد 13 مايو 2007م الموافق 25 ربيع الثاني 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً