العدد 171 - الأحد 23 فبراير 2003م الموافق 21 ذي الحجة 1423هـ

خيارات القمة العربية المقبلة... إذا عقدت

يبدو من الصعب الجزم بإمكان عقد قمة عربية، ذلك ان هناك اطرافا عربية رئيسية، تسعى في اتجاه عقدها، مقابل اطراف اخرى ليست اقل وزنا، تميل إلى جهة عدم عقد قمة عربية.

وعلى رغم ان واقعا كهذا يجعل احتمال القمة ابعد، فإن ثمة سببا آخر، وربما اقوى، يدفع في اتجاه عقد القمة، وهو توافق العرب على خطورة الموضوع العراقي، وهو الموضوع الذي تجتمع القمة لمتابعته، واتخاذ موقف ازاء تطوراته واحتمالاته.

والحق، فإن الواقع العربي، يطرح السؤال عن الخيارات الممكنة امام القمة العربية في تعاملها مع الموضوع العراقي، الذي يفترض انه يشكل الموضوع الوحيد على جدول الاعمال.

والسؤال عن خيارات القمة مرهون بالوقائع السياسية المعروفة، وليس فقط في تجربة القمم العربية الكثيرة منذ ان عقدت اولاها في العام 1963، بل يرجع ذلك ايضا إلى الوضع الصعب الذي صار إليه النظام الرسمي العربي، وهو في اكثر لحظاته ضعفا وترديا، إلى درجة قد تكفي السائلين انتظار الجواب في خيارات القمة المقبلة بالقول انها ستمخض عن موقف ضعيف وهش على نحو ما هو منتظر.

غير ان هذا التقدير، ينبغي ألا يكون تقديرا نهائيا، يصادر احتمالات ان تخرج القمة العربية بموقف هو افضل من المتوقع، كأن يعلن القادة العرب، ليس رفضهم العدوان على العراق، بل القول انهم غير مستعدين لتقديم اية مساعدات تدعم الحرب، وانهم يرفضون قيام الولايات المتحدة بتغيير النظام الحاكم في بغداد باعتبار ان امرا كهذا هو شأن عراقي اولا، وفي الابعد من ذلك هو شأن عربي.

وما يمنع الذهاب إلى تقدير نتائج سلبية للقمة المقبلة، ان العالم يشهد تطورات مهمة بصدد موضوع الحرب على العراق واعلان رفض هذا الخيار، كما بينت تظاهرات الملايين عبر مئات من مدن العالم وعواصمه، أو رفض اعتبار الحرب خيارا وحيدا، بل نهائيا، طبقا لما قررته القمة الاوروبية الاخيرة.

خلاصة القول، ان العرب وقادتهم موضوعون في نقطة بين خيارين، اولهما موقف سلبي، يجعل من القمة المقبلة، تأخذ موقفا ضعيفا وسلبيا ولفظيا، تستمد اساسه من التجربة التاريخية للقمة العربية ومن واقع ضعف النظام الرسمي العربي ومؤسساته بما فيها مؤسسة القمة. وثانيهما موقف ايجابي قوي يستند إلى رفض العالم الصريح والعلني لخيار الحرب على العراق، والاهم من ذلك انه يستند إلى المصالح العربية، التي تهددها الحرب على العراق بأفدح الاضرار والخسائر، وهذا ما يجعل السؤال قائما عن الموقف الذي سيتخذه القادة العرب في قمتهم المقبلة؟

العدد 171 - الأحد 23 فبراير 2003م الموافق 21 ذي الحجة 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً