الجميع يعلم سبب تأخير الموافقة على مشروع مؤسسة البحرين قطر وتمديد التصويت عليه عدة أسابيع بأن كتلة الوفاق + 1 وراء ذلك وهي التي أصرّت على عدم الموافقة حتى تتم موافاة المجلس من قبل الحكومة بالمعلومات المتعلقة بالجسر اقتصاديا وبيئيا وإشرافا فاشترطت تعيين الوزير المسئول ومعرفة هيكلية تشكيل مؤسسة الجسر والجدوى الاقتصادية له والآثار البيئية المترتبة على إنشائه وأعلنت موقفها المتشدد من ذلك، واجتمعت مع عدد من الجمعيات والمؤسسات والأفراد الحريصين على البيئة كما اجتمعت لجنة المرافق النيابية بممثلين عن جمعية أصدقاء البيئة ومن بينهم الأخت الفاضلة خولة المهندي التي نكنّ لها كل احترام وتقدير ومحبة لجهودها المتميزة وحضورها الدائم ودفاعها المستميت وتصدّيها لكل اعتداء على البيئة، وأشعر شخصيا بحقيقة المعاناة التي تعيشها جرّاء هذه التعديات وأقدّر مواقفها المشهودة في ذلك، ولكنّي عجبت اليوم من استغاثتها وندائها لمجلس الشورى وحده وخيية أملها في كل ممثلي البرلمان الذي أكّد لها بعض أعضائه الوقوف معها بحزم ضد مشروع مؤسسة الجسر وتنفيذه من دون الحصول على الضمانات البيئية ووفوا بوعودهم من خلال استخدام عدّة وسائل برلمانية منها مساءلة وزير البلديات عن التعدّي على السواحل والشواطىء، وضرورة حمايتها وتوفيرها للمواطنين، والمطالبة بتحويل بعض الفشوت إلى محميات ومنها فشت العظم، وتعلم أختي الفاضلة خولة بأن كتلة الوفاق + 1 لم تصوّت على تمرير مشروع المؤسسة وعارضته بقوة وتصرّح اليوم بخذلان النواب من جميع الكل (من دون استثناء) للقضية البيئية، وتؤكد أن الجميع باع القضية البيئية من دون أن تجرؤ بوضع النقاط على الحروف وتذكر مَنْ الذي دافَعَ عنها ومَنْ صوّت معاِرِضا لتمرير المشروع ومَنْ باعَها بأبخس الأثمان.

ولتعلم سيدتي الفاضلة خولة أننا نشاطرها المعاناة ونعيش المأساة نفسها التي تعيشها وتعلم جيدا أننا معها لم نطالب بإلغاء مشروع الجسر، وإنما الدفاع عن ثروات البحرين البيئية ومكوناتها من بحار وأشجار وأسماك وغيرها، ولم نصوّت مع تمرير مشروع مؤسسة الجسر وإنما صوّت أناس آخرون وكتل أخرى ولكن للأسف اليد الواحد ونحن وأنت أصابعها لا تصفق، ولكننا نعتب عليكِ أنكِ قضمتِ بعض أصابعكِ ونسيتِ اليد الأخرى.