كنت أتجول في إحدى المجمعات المعروفة في المملكة، ومن محاسن الصدف أن التقيت بأحد لاعبي الأندية الكبيرة في العاصمة، وهذا اللاعب منذ أكثر من شهر غائب عن الفريق الأول، ولم يشارك معه في بطولة الدوري المحلي لأسباب ليست معروفة بالنسبة إلي، تحدثت معه عن أسباب الغياب، وقال: إن السبب الوظيفة، وأن عمره وصل إلى سن كان يفترض أن يكون معتمدا فيه على نفسه، والنادي لم يوفر له شيئا من هذا القبيل، فصار الرحيل عن لعبة كرة اليد الحل الوحيد لحل المشكلة.

وحالة اللاعب الذي تحدثت عنها، شبيهة بحالات كثيرة في صفوف لاعبينا المميزين والمعروفين على مستوى كرة اليد البحرينية، سواء كانوا لاعبين كبارا خدموا المنتخب الوطني أم لاعبين صغارا للتو قد ضموا إليه، فلاعبونا يعانون الأمرّين في حياتهم في الوقت الذي يقف فيه المسئولون في الأندية وفي السلطة الرياضية الأكبر في البحرين عاجزين أو مقصرين تجاه هؤلاء النجوم التي تندثر أو ستندثر بين الفينة والأخرى، سعيا للرزق، وبعيدا عن الكرة التي لا تعطيهم قدر ما يعطونها من وقت وجهد، ولذلك فمن المنتظر أن نصل إلى يوم لا نجد فيه لاعبا حقيقيا في الأندية والمنتخب جديرا بحمل شعار المنتخب، ثم من المؤمل ومع الأسف أن كرة اليد البحرينية التي شرّفت البحرين ورفعت علمها خليجيا وآسيويا نراها في الوراء بدلا من التقدم خطوات وخطوات للأمام، وسيكون الأمر كذلك إذا ما لاقى هؤلاء اللاعبون الاهتمام والمتابعة.

ولا أفهم التوجه اللافت للمسئولين عن الرياضة في البحرين إلى لعبة كرة القدم من دون سواها، وكأن لا يوجد في الرياضة إلا لعبة كرة القدم، ولا يوجد في البحرين إلا دوري واحد لكرة القدم، ولا يوجد إلا منتخب وطني واحد لكرة القدم، وهذه اللعبة توفر لها كل الإمكانات المادية والمعنوية من أجل أن تنجز، ولكنها لا تنجز، وأما بقية اللعبات فهي مطالبة بأن تنجز ثم تطالب، والظريف أنها تنجز، ولا تحصل على ما يساوي إنجازها، وهذه الظروف في الواقع لا تساعد على رقي الرياضة في البحرين، بقدر ما تساعد على تراجع الرياضة فيها إذا ما كان المسئولون يرون أن الرياضة مصطلح يشمل لعبة كرة القدم وجميع اللعبات، وليس أن الرياضة مصطلح معناه في معجمهم كرة القدم فحسب.

دليل الاهتمام!

أكثر من 50 يوما مضوا عن فوز الفريق الأول بالنادي الأهلي ببطولة مجلس التعاون للأندية أبطال الكؤوس لكرة اليد، ولحد هذا اليوم لم نسمع عن بوادر تكريم للاعبي الفريق الذين لم يبخلوا في العطاء ليس من أجل النادي الأهلي فحسب، بل من أجل البحرين، ومسألة التكريم تبدو في علم الغيب، ولا يعرف متى سيقام تكريم نسور الأهلي، واليوم نشوة الفوز باللقب راحت من النفوس الأهلاوية، ولكن التكريم بلا أدنى شك مطلب ملح من قبلهم، وفي نهاية الأمر تبقى هذه الحالة من أبرز علامات الاهتمام بكرة اليد البحرينية.

يطالبون بإلغاء الشاطئية!

لا أفهم صراحة المبررات التي استند إليها أحد الأندية التي طالبت بإلغاء منتخب الشاطئية، لم أكن حاضرا في تلك اللحظة أثناء عقد الجمعية العمومية ولكني سمعت أن السبب مادي، وأن مشاركة المنتخب تكلف موازنة الاتحاد في الوقت الذي لا يوجد دوري خاص بهذه اللعبة، وكنت أتمنى أن يكون الاقتراح،هو أن منتخب الشاطئية حقق نتائج مميزة خلال مشاركاته السابقة على المستويين القاري والدولي، في الوقت الذي لا يوجد فيه دوري، وفي الوقت الذي لم يلاق المنتخب ذلك الدعم من الاتحاد والمؤسسة ماعدا التكفل بمصاريف السفر إلى البرازيل في البطولة الأخيرة، وبالتالي أن يضاعف الدعم المادي، وأن تكون المطالبة بإقامة دوري خاص لهذه حتى تتطور، فالاستثمار فيها في هذا الوقت مربح، في ظل انشغال (كما يقول المصريون - بسلامتهم) في لعبة الصالات!