لو سئل أي رياضي عن سبب تفوق فريق المنامة سلاويا فلن يتردد في الإجابة بأن جماهيره الغفيرة التي تقف معه وتسانده بكل قوة في جميع مبارياته من الأسباب الرئيسية في هذا التفوق، ولو سئل أي لاعب من لاعبي فريق كرة السلة بنادي المنامة عن سر تألقه فبالتأكيد سيذكر أن جمهور الفريق سبب من الأسباب، ومع كل ذلك هناك سؤال يحير الجميع بما فيهم لاعب الفريق الأول لكرة القدم الصربي الكسندر، الذي أبدى استغرابه من غياب جماهير نادي المنامة عن مدرجات ملاعب كرة القدم، في الوقت الذي تملأ مدرجات وجنبات صالة مركز الشباب بالجفير، بل ان الجماهير ترجع الى منزلها لعدم وجود أماكن لها في الصالة يوازي العدد الموجود داخلها!
بصراحة كنت أفكر في وقت سابق في إثارة هذا الموضوع عبر لقاء عدد من المسئولين عن رابطة النادي للوقوف على أسباب هذه الظاهرة السلبية، لكنني لم أجد الفرصة المناسبة، وبمناسبة اللقاء الذي نشر أمس مع اللاعب الصربي الكسندر في ملحق «الوسط الرياضي»، وجدتها فرصة مناسبة للحديث عن ذلك وضم صوتي مع صوت اللاعب الذي أكد أن لاعبي الفريق يشعرون بالغربة لغياب الجماهير، وقد أبدى دهشته لمّا رأى جماهير النادي تتسابق لحجز مكانها في الصالة متسائلا أليس فريق كرة القدم يمثل النادي نفسه؟.
ألكسندر محق تماما في مطالبته الجماهير المنامية في الحضور ودعمها للفريق، وذكر أسبابا منطقية جدا لذلك، ففريق المنامة قليل الخبرة لكن باستطاعته تعويض نقص الخبرة بالحماس، والحماس مصدره الجماهير، فمتى ما حضرت الجماهير وساندت الفريق فإن اللاعب سيزداد حماسه وسيعوض بذلك نقص الخبرة ونقص الإمكانات المهارية، وهناك الكثير من الأمثلة نجدها في البطولات الأوروبية ونشاهد تأثير الجماهير على أداء لاعبي الفريق، وهناك أندية تحتل ترتيبا متأخرا لكن تجد فرق الصدارة صعوبة كبيرة في الفوز عليها عندما تلعب على أرضها بسبب الحماس الذي تبثه الجماهير في نفوس اللاعبين، والذي يجعل اللاعب يقدم أداء رجوليا كبيرا يعوض به الجانب المهاري.
جماهير «الأسد» المنامي يجب أن تعيد حساباتها في المواسم المقبلة، لأن فريق كرة القدم فيه خامات شابة جيدة وواعدة، وتحتاج إلى دعم من الجماهير كما يحصل عليه فريق كرة السلة، ويجب على جماهير المنامة أن تعي أن النتائج لا يمكن أن تتحقق بين ليلة وضحاها، بل تأتي بالتعاون والعمل كفريق واحد من لاعبين وإداريين وجماهير والصبر على اللاعبين حتى يكتسبوا الخبرة ويتعودوا على اللعب مع الكبار.
ويجب أن تتذكر جماهير المنامة جيل محمد بهرام وموسى حبيب وعابد الأنصاري الذي قدم لوحات رائعة في الدوري الممتاز بفضل الدعم الجماهيري الذي بث الثقة في نفوس اللاعبين فأخرجوا إبداعاتهم داخل الملعب.
وآخر الكلام، يجب على الجماهير أن تكون سببا في تحقيق فريقها النتائج الجيدة التي يبحث عنها، وليس العكس، وهذا الكلام نوجهه أيضا إلى الجماهير الستراوية والملكاوية التي تملك قاعدة جماهيرية عريضة، لكنها تنتظر النتائج حتى تحدد موقفها من الحضور أو الغياب عن دعم الفريق.
إقرأ أيضا لـ "كاظم عبدالله"العدد 1707 - الأربعاء 09 مايو 2007م الموافق 21 ربيع الثاني 1428هـ