العدد 1707 - الأربعاء 09 مايو 2007م الموافق 21 ربيع الثاني 1428هـ

البريطانيون يستغنون عن لغة «الحرب على الإرهاب»

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

تسرع بريطانيا في التراجع عن تعبير «الحرب على الإرهاب». وهذا لا يعني التراجع عن الجهد العالمي لإخضاع ما يسمى بالارهابيين من الاسلاميين المتطرفين، وإنما التعبير الثلاثي الذي يستخدمه الرئيس بوش بكثرة، والذي تعتقد المؤسسة البريطانية الآن أنه قد يكون غير معبّر وغير محدد، ومبسّط وعسكري بشكل زائد.

وتم إصدار التعليمات بهدوء لوزراء الحكومة البريطانية قبل بضعة أسابيع بتجنب استخدام التعبير. إلا أن الموضوع برز إلى العلن حديثا عندما رفض وزير كبير التعبير أثناء إلقائه كلمة في الولايات المتحدة.

فقد أخبر هيلاري بن وزير التنمية الدولية في حكومة بلير، بيت خبرة ودراسات أميركي في نيويورك أن مفهوم الحرب على الإرهاب يعطي فكرة خاطئة على مستويين: فهو يشجع الإرهابيين من خلال تبجيل قضيتهم ويقترح أنه لا يمكن لغير الإجراءات العسكرية أن تشكل استجابة مناسبة.

نحن لا نستخدم تعبير «الحرب على الإرهاب» في بريطانيا، لأننا لا يمكن أن نفوز من خلال الأساليب العسكرية فقط، ولأن الأمر ليس «نحن، ضد عدد واحد منظم له هوية واضحة ومجموعة متناسقة من الأهداف»، بحسب ما قاله بن في لقاء نيويورك نظمه مركز التعاون الدولي.

قد تشير هذه الملاحظات إلى تحول دقيق حاذق في سياسة بريطانيا التي تعدّ هذه الأيام إلى تنازل رئيس الوزراء طوني بلير، لم يكن تحالف طوني بلير الوثيق مع الرئيس بوش ذا شعبية بالمرة في حزب العمال الذي صُدم بسبب الحرب على العراق.

عندما يغادر بلير منصبه، من المرجح أن يتولى المنصب وزير المالية غوردون براون خليفة له، إلا أن سباقا نشطا بدأ يتفاعل على منصب رئيس الحزب، وهو واحد من بين المرشحين البارزين.

يبدو أن الأكثر حمائمية في المجلس كانوا دائما غير مرتاحين بهذا التعبير. يقول مايكل مور عضو البرلمان المستقل الذي يكره تعبير «الحرب على الإرهاب»: «بالنسبة لوسط اليسار البريطاني يشير تعبير «الحرب على الإرهاب» تركيبة أميركية معرضة لخطر أن تصبح نبوءة ذاتية التحقيق، كأنما نقوم بإيجاد المزيد من هذا النوع من الأعداء في كل مرة نتفوه بها».

ويضيف مور أن التعبير لا يخاطب تعقيدات الإرهاب، «نحن بحاجة لأن ندرك مجموعة واسعة من العوامل المؤدية إلى عدم الاستقرار، يدفعها في معظم الحالات الفقر الشديد وحصة غير متساوية من موارد العالم»، يقول مور «بالنسبة لنا، إنها سمة أكثر تعقيدا للعولمة، ولكن تسميتها (حرب على الإرهاب) أمر خاطئ».

يقول خبير الإرهاب ومؤلف كتاب «الإرهاب مقابل الديمقراطية: استجابة الدولة التحررية» بول ويلكنسون إن التعبير الملفت للنظر يثير توقعات بأن هناك «نوعا من حل ساحة المعركة لمشكلة الإرهاب».

كما أن التعبير يعطي الإرهابيين دفعة بحيث يشعرون «أنهم منخرطون بصدق في حرب، كما يدعون، وبأنهم جنود ومحاربون يشاركون في نوع من القضايا النبيلة»، يضيف ويلكنسون. يستطيع الإرهابيون، بل وقاموا فعليا، باستغلال هذا الإعلان اللغوي.

إلا أن بعض خبراء الإرهاب ساخطون على هذا الحوار اللغوي، خوفا من أن يكون المسئولون يضيعون الوقت بينما «تحترق روما».

«يمكن لبن أن يقول إنها ليست حربا، ولكن العدو لا يرى الأمر كذلك»، يقول خبير الإرهاب ومدير مؤسسة آسيا - الباسيفيك م. ج. غوهل: «شكلت هجمة الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول إعلانا بالحرب على العالم الغربي وعلى الديمقراطيات العلمانية، وبينت تصريحات القاعدة وحركة الجهاد العالمية بوضوح أنها في حال حرب».

ويقول المحلل الأمني في بيت الخبرة (تشاثام هاوس) بلندن بوب أيرز إنه لا يجب أن ترتبط بريطانيا بالنزعة الأميركية لكلمة «حرب»، فالولايات المتحدة استخدمت تعبير «الحرب على» في الكثير من الحالات مثل الفقر والإرهاب والمخدرات.

«عندما تستخدم كلمة «الحرب» فهذا يعني تحريك الأصول التي تملكها الدولة وتجنيدها» يضيف أيرز «وهذا يضم القوات العسكرية، ولكنه لا يقتصر عليها، في الحرب العالمية الثانية شنت بريطانيا الحرب على قوات المحور ولكنها لم تكن حربا عسكرية فقط. كانت اقتصادية وسياسية ونفسية - حرب القلوب والعقول».

وفي جميع الحالات، يضيف أيرز، ما هو البديل؟

لا توجد إجابة ملفتة للنظر لهذا السؤال. يشير ويلكنسون إلى أن الاتحاد الأوروبي يفضل استخدام التعبير «النضال ضد القاعدة»، الذي، بحسب رأيه يتجنب الغموض من خلال تحديد الشبكة الأكثر خطورة ومن خلال الإشارة إلى أن الأمر يتعدى مجرد الحرب بمفهومها التقليدي.

ويقول مور إنه يفضل الحديث عن «مواجهة الإرهاب الدولي» و «إدراك الجذور المختلفة التي تشجع ذلك». بخلاف ذلك، يقول مور، فهو يفضل «ما يسمى بالحرب على الإرهاب».

* مراسل «الكريستشن ساينس مونيتور» والمقال ينشر بالتعاون مع «كومن غراوند»

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 1707 - الأربعاء 09 مايو 2007م الموافق 21 ربيع الثاني 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً