العدد 1705 - الإثنين 07 مايو 2007م الموافق 19 ربيع الثاني 1428هـ

الشباب والتحصين الذاتي!

محمد علي الهرفي comments [at] alwasatnews.com

كاتب سعودي

مقالي هنا سيركز على شباب البحرين انطلاقا من الاهتمام الكبير بهؤلاء الشباب على لسان قادة البحرين انطلاقا من توجيهات جلالة الملك وحتى مختلف المسئولين في دولة البحرين.

ومع هذا فإن الذي ينطبق على شباب البحرين ينطبق إلى حد كبير على بقية شباب دول الخليج وحتى الشباب في العالم كله لأن الظروف إذا تشابهت في دولة معينة فإنها ستنطبق على غيرها.

صحيفة «العهد» في عددها الصادر يوم 9 أبريل/ نيسان /1428هـ قالت إن وزير الداخلية في لقائه مع الصحافيين والمحافظين نقل عن جلالة الملك قوله إن الاهتمام بالشباب وتحصينهم بالوعي الوطني أمر في غاية الأهمية وذلك بدلا من وقوعهم تحت الضغوط الاجتماعية والاقتصادية والفكرية، لأن هذه الضغوط قد تحولهم إلى قنابل بشرية تنفجر في وجه المجتمع... كلام الملك في غاية الأهمية والواقعية والواضح أنه أحال هذه القضية إلى المحافظين وصناع القرار في بلده لتحويلها إلى مشروع وطني يحفظ الشباب من الضياع بل ومن أن يكونوا أداة فساد في مجتمعاهم.

أدرك الملك بواقعيته أن الضغوط الاجتماعية والاقتصادية والفكرية قد تحول بعض الشباب إلى قنابل بشرية تضر المجتمع وأمنه واقتصاده ووحدته، ومن هنا فإني أفهم أنه أراد أن يرسل رسالة واضحة إلى المسئولين والوزراء وصناع القرار في بلده أن يبحثوا هذه المسائل وألا يتركوها تؤثر على الشباب بصورة سلبية.

الشباب هم عماد المجتمع، ولا أحد ينكر ذلك، وهؤلاء بحاجة إلى استقرار نفسي واقتصادي وقبل هذا وذاك هم بحاجة إلى حصانة فكرية تقيهم شرور الانحراف والعنف. ولكن - مرة أخرى - كيف يمكن أن يتحقق ذلك كله؟!

من المهم أن يحصل كل شاب على وظيفة مناسبة وراتب يكفيه لقضاء حاجاته الرئيسية من مسكن وزواج وما شابه ذلك.

هذه المسائل لها أهميتها القصوى في القضاء على العنف والتفلت الذي تشهده البحرين بين وقت وآخر، والسعي لإخراجها عمليا أمر في غاية الأهمية.

بعض صحف البحرين أكدت أن عددا من المحافظين قاموا بزيارة شخصيات فاعلة في محافظاتهم وتحدثوا معهم عن سبل القضاء على العنف عند شباب المحافظة، وطرح هؤلاء مسائل كثيرة في هذا السياق منها انخراط الشباب في البناء والإصلاح وكذلك الاستفادة من وسائل الإعلام لكي تنخرط في هذا الطريق وكذلك أيضا إيجاد علاقات وصلات طيبة بين مختلف طوائف وفئات المجتمع البحريني.

مرة أخرى كل ما قاله المحافظون لا يختلف عليه أحد وهو طريق جيد للوصول إلى الوئام التام والهدوء الذي تحتاجه البلاد، ولكن - مرة أخرى - كيف السبيل إلى تحقيق كل ما قاله المحافظون؟

كيف يمكن إقناع الشباب بالانخراط في البناء والإصلاح؟ وما هي مجالات البناء المتاحة أمامهم؟ ثم كيف تتم الاستفادة من وسائل الإعلام المختلفة لكي تسهم في هذا الطريق الطيب؟ من سيكتب وكيف؟ ما هو الأسلوب الأمثل للوصول إلى الأهداف المبتغاة؟ ثم هل الكتابة وما شابهها كافية وحدها من دون اجتماع وسائل أخرى تساندها؟

الحديث عن الوئام والصلات الطيبة بين فئات المجتمع كان من اقتراح محافظ العاصمة وكان أيضا ضمن توجيهات جلالة الملك له، ومعروف أن قوة التلاحم بين جم يع فئات المجتمع من أهم سبل القضاء على العنف، ولكن - ومرة بعد أخرى - كيف السبيل لتحقيق هذه الوحدة التي يتحدث عنها أهالي البحرين بمرارة شديدة؟

الشيء المؤكد أن أي اختلاف بين فئات المجتمع يضعف المجتمع كله ويؤثر عليه وعلى مسار حياته كلها، والمؤمل أن يدرك كل الناس هذه الحقيقة لكي يتجنبوها وليعملوا فعلا على التماسك ليكون مجتمعهم قويا وفاعلا.

الإرهاب والعنف يعصفان ببعض المجتمعات العربية والغربية وسواها وقد يكون لكل مجتمع أسبابه التي تدفع بعض أفراده لارتكاب حماقات لا تتفق مع الدين أو العقل أو المصلحة.

والشيء المؤكد كذلك أن تأمين حاجات الشباب الأساسية هي مخرج شديد الأهمية لجعل الشباب ينخرط في العمل الإصلاحي المجتمعي ويبعده عن الأعمال السيئة مهما كان نوعها.

من المهم أن يقوم كل مسئول في البحرين بتفعيل رغبة الملك وتحقيقها في القضاء على العنف مهما كان نوعه ولعل إمكانات البحرين تستطيع تحقيق ذلك.

إقرأ أيضا لـ "محمد علي الهرفي"

العدد 1705 - الإثنين 07 مايو 2007م الموافق 19 ربيع الثاني 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً