اعتمد العرب منذ أمد بعيد على ضربات الحظ التي تقررها الشعوب الغربية عبر ديمقراطياتها وسياساتها الخارجية. ففي شأن القضية الفلسطينية كان العرب تواقين إلى فوز الحزب الجمهوري الأميركي في انتخابات الرئاسة الأميركية. وبشأن الانتخابات الإسرائيلية كانوا يحبذون فوز حزب العمل الذي يمنح برنامجه الانتخابي مساحة إلى المفاوضات وتحريك عملية السلام. ولكن عقب هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001 قلب الحزب الجمهوري في الولايات المتحدة ظهر المجن للمسلمين عموما والعرب خصوصا. وعقب اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأخيرة، أخذ الإسرائيليون يصوتون لحزب اللكيود المتشدد وجاءوا برؤساء حكومات من أمثال شارون ونتنياهو وأولمرت. وتلاشت آمال العرب في السلام من خلال التحالف مع حزب العمل الإسرائيلي.
وبالأمس أظهرت انتخابات الرئاسة الفرنسية فوز اليميني المثير للجدل نيكولا ساركوزي بنسبة 53 في المئة على الاشتراكية سغولين رويال. وبفوزه يكون العرب قد فقدوا آخر ورقة يراهنون عليها. ففرنسا جاك شيراك عارضت الحرب على العراق ووقفت إلى جانب قضايا لبنان والقضية الفلسطينية. أما ابن المحامية ذات الأصول اليهودية (ساركوزي) فهو صديق لأخواله اليهود وقد أفصح عن ذلك في زيارته الأخيرة إلى أميركا. وبمجرد إعلان فوزه قال ساركوزي أن الولايات المتحدة يمكنها الآن الاعتماد على صداقة فرنسا .
نستنتج من هذا أن عهد اعتماد العرب على الحظوظ الخارجية لدعم قضاياهم انتهى وعليهم اليوم الاتحاد ووضع سياسة واضحة لمواجهة التكتلات الدولية.
إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"العدد 1705 - الإثنين 07 مايو 2007م الموافق 19 ربيع الثاني 1428هـ