اقترح أحد أنصار «جمعية من لا برج لهم» دعوة أعضاء النقابات التي تم الغاؤها في وزارتي الكهرباء والصحة وإدارة البريد إلى الانضمام إلى الجمعية، لأنهم استحقوا ذلك بجدارة بعد ان اعتقدوا أنهم أصحاب حظوظ وحقوق، وإذا بهم خارج «القانون» بحسب تفسير بعض المسئولين. واقترح مرزوق دعوة أحد أعضاء تلك النقابات الملغاة للتفاهم معه.

إلا أن احد انصار الجمعية اشار الى أن هناك من هم أسوأ من أعضاء النقابات الملغاة في الكهرباء والصحة والبريد، وهم موظفو الزراعة.

مرزوق: وما مشكلتهم؟ الزراعة وتخلصنا منها، ولم يعد لدينا حاجة إلى وزارة زراعة أساسا فما مشكلة الموظفين؟

صديق مرزوق: أوه... مشكلاتهم كبيرة جدا وهم مساكين من الدرجة الأولى...

مرزوق: والله زين انهم درجة أولى لأني أعتقدت أنهم درجة سفلى...

صديق مرزوق: أنا أقصد أولى بالمقلوب، فحظهم دائما مقلوب عليهم... وكانوا قد قدموا عريضة الى الوزير السابق ولأول مرة يستجاب لهم، وحصلوا على عدد من مطالبهم.

مرزوق: زين، الحمدلله، يعني هم بخير.

صديق مرزوق: اصبر، والله حظهم انقلب عليهم لأنهم دائما من دون حظ.

مرزوق: وكيف؟

صديق مرزوق: تم تغيير الوزير، ومباشرة تسلم عريضتهم أحد المسئولين بالوزارة والذي كانت العريضة تشتكي منه أساسا...

مرزوق: فهل استجاب لهم خوفا من المحاسبة وخصوصا ان لدينا مجلس نواب؟

صديق مرزوق: أي مجلس نواب؟ فكنا... لقد تسلم المسئول العريضة ليتولى أولئك الفاقدين لبروجهم ويتعامل معهم لكي يعطيهم درسا ويتعلموا ألا يكتبوا أي عريضة مرة أخرى... ويتعلموا كتمان الأمر.

مرزوق: كتمان الأمر؟ وإذا كانت لديهم شكوى؟

صديق مرزوق: «استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان»، هذا هو شعار بعضهم الذين ندبوا حظهم وعرفوا، ان لا مجيب لنداءاتهم وما عليهم إلا ان يفعلوا ما فعل غيرهم من قبل...

مرزوق: وماذا فعل غيرهم من قبل؟

صديق مرزوق: غيرهم خدم المسئولين مثل خدمة العبيد ولم يسأل أي شيء، ومقابل ذلك يسمح له بعدم العمل، مجرد دوام وراحة وخدمة للمسئول متى احتاجه، وبالتالي يمكن يحصل على زيادة... أما الآن فنحاسة حظهم، لا بيحصلون على زيادة ولا على راحة، وليس لهم إلا «العيون الحمراء» التي تلاحقهم لتؤدبهم وتؤكد انهم بلا حظوظ وبلا بروج.

مرزوق: والله هؤلاء مؤهلين جدا لعضوية «جمعية من لا برج لهم»، ولذلك يجب أن نتحرك معهم لمحاسبة المسئولين عمّا يقومون به.

صديق مرزوق: تحلم!

مرزوق: كل شيء يبدأ بحلم