في عز الظهيرة لم تكن المظلة تقي ثلاثة من العمال البحرينيين من حرارة الشمس وقساوة الحر، اقتربت إليهم فاستقبلوني ببسمة أرواحهم وعرق جباههم المنهكة...

كانوا يعملون في إحدى شركات الصيانة، افترشت الطريق وحاورتهم:

أحدهم وقد فضّل عدم ذكر اسمه (34 عاما) قال: «عملت في الشركة ثماني سنوات تقريبا، نعمل يوميا تسع ساعات، والحمد لله فإن راتبي الآن يكفيني إذ أن عائلتي مكونة من أربعة أشخاص فقط، وفي السابق كانت الشركة ملكا لـ (إنجليزي) وكنا نستلم زيادة في الراتب أما الآن فقد تغيّرت إدارة الشركة والزيادة انقطعت وبعض العمال البحرينيين معي يستلمون راتبا أقل مما أقره قانون وزارة العمل، أي أقل من 150 دينارا! وهناك أنباء بأن الشركة ستغلق أبوابها قريبا وعليه فإن مصيرنا سيكون مجهولا».

حسين (24 عاما) قال: «بالنسبة لي فالراتب لا يكفيني، فقد عملت مع الشركة أكثر من ثلاث سنوات ولا يزال راتبي 140 دينارا، وللتو قبل أسبوعين تقريبا تمكنت من شراء سيارة، وأنا حتى الآن لست متزوجا، وأصرف على نفسي والعائلة معا...».

حسن (24 عاما) قال: «أما أنا فلست متزوجا ولا أملك حتى سيارة، والمعاش (ضعوف) بس 140 دينارا»، سألته: كم تضع إلى نفسك من السنين حتى تتزوج فقال: «أنا مو مخلي في بالي أصلا متى أتزوج، لأن هذا المعاش مو مال عرس!» وأضاف أبوعلي قائلا: «هذا وأنا أيضا أساهم في تغطية مصاريف العائلة»..