العدد 1698 - الإثنين 30 أبريل 2007م الموافق 12 ربيع الثاني 1428هـ

«في الباي باي»!

عبير إبراهيم abeer.ahmed [at] alwasatnews.com

هكذا طار حلم أهالي الشاخورة في البيوت التي شيدت أمام ناظرهم وحلموا بتملكها... البيوت التي ما إن جهزت حتى سارع بعض مواطني الشاخورة إلى الكتابة في الصحف، كل يوصف حاله بالسوء والحاجة الماسة إلى السكن، لعل يفتح له باب الأمل في الوصول إلى مرتبة «الأولوية في الاستفادة من الخدمات الإسكانية»... وعلى ذلك تبقى للغريق قشة في يد «البلديات» لإيجاد حل للنزاع الدائر بينها وبين المالك لأجزاء كبيرة من الأراضي التي شيدت عليها البيوت... «قشة» ستنتهي مدة صلاحيتها في أقل من أسبوع، أتراها ستنقذهم؟!

كثيرا ما عقد المواطنون آمالهم على وعود واقتراحات وتصريحات من قبل المسئولين والنواب وغيرهم، لكن آمالهم سرعان ما تطير «في الباي باي»، عند أول منعطف لها، حين تصطدم بحاجز السد المعهود «الموازنة الملعونة»... وعند هذه النقطة سيحط «إسكان الشاخورة» برحاله، ويا عالم أي إسكان أو حلم سيحط بجانبه.

مواطن ظل ينتظر مطلع العام الجديد للحصول على زيادة سنوية في راتبه... هلت السنة بـ «ولا فلس» لأن الشركة التي يعمل لديها دخلت في مشروعات استثمارية جديدة استنفذت كامل موازنتها فلا أمل في الزيادة هذا العام... انتظروها السنة المقبلة، طبعا إذا درت الشركة أرباحا لم تستثمرها هي الأخرى!

آخر، حصل على «بونس»، وكان قد أعد تخطيطا متكاملا لنواحي صرفه، لكن ما إن نزل «البونس» في المصرف حتى قوبل بـ «تضخم الأسعار» الذي أجهز على معظم خططه فلم يتبق له شيء يستحق وجل الانتظار الذي عاشه لفترة إلى نزل المدعو «بونس»!

سنون وسنون مرت والكل ينادي بإيجاد حل لجسر سترة «جسر السلحفاة» كما يحلو للبعض تسميته، وغيره من الشوارع والطرق التي شهدت ازدحاما وانزعاجا من المواطنين، لكن مشروعات تطويرها ظلت مجرد وعود وآمال يمني المسئولون بها نفس المواطنين، في الوقت التي اصطدمت هي الأخرى - بحسب إدعاء المسئولين - بحاجز «الموازنة الملعونة» (اللهم لا حسد إذ بدئ بتطوير بعضها، فادعوا اللهم كف كيد الموازنة عنها)... وغير ذلك من «الأحلام المتبخرة» التي لا حصر لها.

ربما يجد القارئ تخبطا في المقال، وربما يتساءل ما دخل هذا بذاك، ولكن ألا ترون معي أن كل مشكلة تحيلنا إلى أخرى، وأن كلها تلتقي عند «الموازنة»؟!... آمالنا صغيرة كانت أم كبيرة، فردية أم جماعية، حكومية أم خاصة... كلها تحتاج إلى Money، فإما أن تجد الحكومة لها مخرجا بإعطائنا بدلا من الوعود والأحلام ضمانات أكيدة بأن مطالبنا ستتحقق ولن تصطدم أبدا أبدا بـ «الموازنة» ولن يبخرها أي «جني» مباغتة بعد أن يفتح كل واحد منا فاه مشدوها «هل سيكون هذا البيت بيتي؟!»، أو أن تطلعنا على الحقيقة وتقول لنا «ما لكم أمل... موتوا قهر»، أو أن ترأف الحكومة بحالنا وترشدنا إلى حلم لا يحتاج إلى Money كي لا تطير أحلامنا كلها في «الباي باي».

إقرأ أيضا لـ "عبير إبراهيم"

العدد 1698 - الإثنين 30 أبريل 2007م الموافق 12 ربيع الثاني 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً