أعتقد أن وفد الاتحاد الآسيوي لكرة القدم المكون من يابانيين الموجود في البحرين منذ يومين، سيخرج برؤية صعبة عن واقع الكرة البحرينية المحلية وسيجهض الأمل الذي يسعى إليه الاتحاد الآسيوي بتحويل بطولات الدوري المحلية في دول آسيا إلى دوري محترفين اعتبارا من 2009.
ويبدو أن خبراء الاتحاد الآسيوي فوجئوا بواقع وإمكانات الكرة البحرينية والذي لا يتوازى مع تطور مستوى ونتائج المنتخب البحريني في السنوات الأخيرة وحصوله على المركز الرابع في كأس آسيا 2004 واختياره أفضل منتخب متطور.
وتابعنا وقرأنا أخبار جولة الوفد الآسيوي منذ أسبوعين في دول الخليج وكان الانبهار والإعجاب يثيرهم من المنشآت النموذجية وتقدم مستويات بطولات الدوري الخليجية وجماهيريتها وإثارتها، لكن الوفد وجد فارقا كبيرا عندما وصل إلى البحرين وكأنه حل في بلد خارج منطقة الخليج... لا منشآت... ولا أندية نموذجية تؤهلها إلى خوض دوري محترفين ولو بالاسم!
ويبدو أن أبرز ما ستخرج به زيارة الوفد الآسيوي هو جمع المعلومات عن الواقع الكروي البحريني ورفع تقرير بأن البحرين لا تتمتع بأرضية كروية لتطبيق دوري للمحترفين!
المشكلة أن عدم قدرتنا على مسايرة الاستراتيجية التطويرية للكرة الآسيوية ستزيد من تراجع وتواضع مستوى أنديتها على الساحة الآسيوية، فكانت الضربة الأولى إبعادنا عن دوري أبطال آسيا بعد تكرر انسحاب أنديتنا منذ 2004 ووضعنا في بطولة كأس الاتحاد الآسيوي، وذلك بسبب قلة الإمكانات والاهتمام على رغم أن هناك أندية عراقية وسورية تشارك وتنافس في دوري أبطال آسيا، والفارق في النهاية يكمن في الاهتمام والجدية والنظرة إلى المشاركة في البطولات الخارجية وهو ما تعاني منه الكرة البحرينية!
وبدا اتحاد الكرة البحريني قليل الحيلة أمام الوفد الآسيوي، وهو الذي يجد صعوبة حتى في تسيير مسابقاته المحلية في ظل قلة الملاعب، ووسط ذلك لجأ الاتحاد إلى مخرج قد يخوله الحصول على الصفة الاحترافية ولو بالاسم من خلال فكرته بإيجاد عقود تربط اللاعبين بأنديتهم.
تمنينا لو أن مناسبة مرور 50 عاما على تأسيس اتحاد الكرة البحريني التي احتفل بها مهرجان التراث الأربعاء الماضي، تزامنت مع حدث أو قرار كروي مهم يشكل نقلة للكرة البحرينية في ذكراها الخمسين مثل إطلاق دوري المحترفين وزيادة دعم الأندية وبناء المنشآت.
وهنا أتذكر ما حدث في سورية قبل أسبوعين عندما تم افتتاح استاد حلب الدولي بعد إعادة تأهيله وتصميمه بمواصفات حديثة مبهرة، وأقيمت بهذه المناسبة مباراة استعراضية بين منتخب سورية وبطل تركيا، وذلك بمناسبة مرور 60 عاما على إنشاء هذا الاستاد.
ودائما ما نقول ان الإنجازات والشواهد تخلد الذكريات وهو ما افتقدناه في ذكرى اليوبيل الفضي للكرة البحرينية... والتي جعلتنا نكرر مقولة يا ذكرى بأية حالٍ جئتِ يا ذكرى؟!
إقرأ أيضا لـ "عبدالرسول حسين"العدد 1696 - السبت 28 أبريل 2007م الموافق 10 ربيع الثاني 1428هـ