ليس الفقر، ليست البطالة، ليست الطائفية، وليس الإسكان فقط هي الهم الأكبر للمواطن البائس الفقير! لا... فحتى «السين» و«سوف» هما همّان إضافيان نالا ولايزالان ينالان من المواطن الذي عاش على بحر من السراب بفضل هاتين الكلمتين اللتين لم يعد لهما طعم ولا رائحة.
كثيرةٌ هي «السينات» و «السوفات» التي لعبت بمشاعر المواطن المتعلق بقشة من أجل أن يعيش على أمل لا أمل في تحققه! فكم من عاطل انتظر على أسنان السين إلى أن تركت أثرها على جسده ولايزال عاطلا؟ وكم من منتظر لوحدة سكنية انتظر 15 عاما بين الواو والفاء في كلمة «سوف» ولا يزال ينتظر ولعل بيت الآخرة أقرب له من بيت الدنيا! وكم وكم هم ضحايا التسويف؟
ولو تم رصد تصريحات المسئولين بشأن حلول البطالة طوال السنوات الأربع الماضية، لحسبت أن «سينات» تلك التصريحات وظفت كل العاطلين في مشارق الأرض ومغاربها! ولو تم تنفيذ «سوفات» المسئولين بشأن المشروعات الإسكانية لزادت تلك المشروعات على حاجة الملايين في الصين أو الهند، فضلا عن 45 طلبا إسكانيا في البحرين!
التسويف الذي يغرد على لحنه المسئولون بين الحين والحين، قد يسكِّن شيئا من وجع الحاجة، وقد يتلألأ مثل بارقة الأمل في الظلام الدامس، ولكن عندما يشيخ «يبيخ»!
إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"العدد 1691 - الإثنين 23 أبريل 2007م الموافق 05 ربيع الثاني 1428هـ