العدد 1691 - الإثنين 23 أبريل 2007م الموافق 05 ربيع الثاني 1428هـ

«هذا المساء» وغياب الحل

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

منذ أحداث رأس السنة في العام 2003 حتى اليوم ومسألة أعمال العنف والتخريب والحرق في الشوارع العامة مازالت معلقة دون معالجة حقيقية من قبل الجهات المعنية بالدولة التي وعدت بدراستها، وخصوصا في ظل تنامي العنف في أوساط الشباب البحريني الذي يبدو أنه ليس وليد الأحداث الحالية بقدر أنه جاء نتيجة ترسبات وتراكمات الحقب السياسية السابقة التي تتحمل جزءا كبيرا منها ولاسيما في حقبة التسعينات.

هذه الحقبة التي اكتظت - كما هو معلوم للجميع - بالمعتقلين السياسيين من شتى الأعمار رجالا ونساء حتى أطفالا شب بعضهم داخل جدران السجون وعندما خرج هؤلاء الأطفال شبابا من هذه السجون في مرحلة الانفتاح السياسي الذي شهدته البلاد قبل خمس سنوات لم توفر الدولة لهم البيئة السليمة لإعادة تأهيلهم من جديد، وخصوصا أن هناك الكثير الذي حدث لهم داخل جدران هذه السجون التي لا يمكن تجاهلها وهي مثبتة في تقارير منظمات حقوق الإنسان ومنها «آمنستي انترناشيونال» و «هيومان رايتس وتش».

في برنامج «هذا المساء» الذي أطل مساء أمس الأول على الجمهور عبر فضائية البحرين متطرقا إلى موضوع أحداث الشوارع والتخريب في الأونة الأخيرة. يلاحظ على الحلقة انها لم تكن موفقة لا في ايجاد الحلول ولا في ذكر الاسباب الحقيقية من وراء تنامي هذا العنف بين الشارع ورجل الامن.

نحن هنا لا ندافع عن هذه الممارسات التي تحدث في الشارع ولكننا أيضا نطالب وبقوة بعدم استخدام القوة المفرطة في القاء اسطوانات مسيلات الدموع وطلق الرصاص المطاطي في الأسواق والاحياء السكنية التي لن تجدي نفعا سوى مضايقة المواطنين.

أما بالنسبة إلى الشريط الاخباري الذي كان يظهر على الشاشة المصاحب لهذه الحلقة فقد كان يحمل تعليقات تؤجج الطائفية وذلك باستخدام مصطلحات غير لائقة تظهر على شاشة التلفزيون الرسمي، إذ يبدو ان من أشرف على هذه العملية اختلقها كما اختلق الاسماء الموقعة وكأننا نشاهد برنامجا هزليا يشتم بطريقة تثير الشفقة فكانت النتيجة الضحك على ضحالة المستوى الذي هبط من مستوى البرنامج الجاد الذي يقدمه الزميل المتألق سامي هجرس الذي كان بدوره يتحدث مع الضيوف عن التحذيرات التي اطلقها وزير الداخلية من تنامي العنف الطائفي في البحرين وهو ما لم يتناسب مع ما كتب على الشاشة.

أيضا خلال الحوار تضمن نفيا لاستخدام طلقات الرصاص المطاطي وكأن ما يطلق في الهواء أمامنا في السنوات السابقة والأخيرة هو مجرد رصاصات لهو فقط لا تصيب، والا فكيف هناك ضحية فقدت حياتها جراء رصاصة المطاطي في العام 2002 قرب السفارة الأميركية.

كنا نأمل في أن تكون هذه الحلقة أكثر صدقا في تعاملها مع مشكلة لن تحل بوجود الاندية الشبابية أو الدفاع عن رجل الأمن ولكن مع حقيقة نعلم تماما ان مسبباتها تقع على عاتق الدولة والمجتمع معا.

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 1691 - الإثنين 23 أبريل 2007م الموافق 05 ربيع الثاني 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً