في المجتمع الخارجي، أعني خارج إطار المنزل والعائلة، في المعترك الرياضي أو الاجتماعي وحتى السياسي، هناك عمل ما، وهناك أناس يعملون، يجتهدون، يصيبون أحيانا، وأحيانا يخطئون، ويبقى العمل أيا كان نوعه تحت مجهر المتابعين والداخلين في المعترك، وشهادات الإشادة أو النقد متوقعة جدا وخصوصا من المهتمين بهذا المعترك، وطالما اننا رياضيون فأتحدث عن المعترك الرياضي بالتحديد، ولذلك أي عمل ما في هذا المجال لابد أن يكون تحت التقييم، والمقيمون يختلفون بحسب تفكيرهم وخبرتهم في الرياضة، ولذلك لا تجد الرياضيين ولا غيرهم يتفقون على شيء، ولأن النظرة ومعطيات النظرة تختلف من فرد لآخر.
ولذلك فإن الرياضة جميلة في جوانب عدة، وقد لا تكون كذلك في جوانب أخرى، والعمل داخل الإطار الرياضي ليس سهلا، أو بالأحرى العمل التطوعي ليس سهلا على رغم أنه من دون مقابل، فالعمل سواء كان تحت مظلة الاتحاد أو النادي أو حتى المركز الرياضي يحتاج لقلب واسع بقدر ما يحتاج إلى جهد جبار، وأعني بالقلب الواسع، القلب الرحب الذي يتقبل الانتقادات (وأخص الانتقادات البناءة) بقدر ما يتقبل الإشادات، الرياضة هكذا أو بشكل أعم العمل التطوعي هكذا. وباختصار، من الصعب أن تكون هناك شخصية رياضية يتفق عليها الجميع، ولذلك النقد وارد، وتقبل الآراء من قبل الرياضي أيا كان دوره مطلوب، وإلا عليه البقاء في المنزل، حتى لا يصله النقد، ويريح أعصابه، إذا لم يكن يتقبل (الرأي والرأي الآخر).
وفي واقعنا، وعلى رغم الالتزام بالنقد البناء من البعض بدافع المصلحة العامة للرياضة أو للعبة تحديدا، نرى أن بعض المسئولين في الأندية أو الاتحادات أيا كان منصبهم ووظيفتهم لا يتقبلون النقد، ولا يرضون أن يمسوا بكلمة حتى إذا كانوا مخطئين في عملهم، وهم يعرفون ذلك جيدا، ولا أعلم لماذا يصرون على تلميع صورهم في الوقت الذي يراها المتابعون عكس ذلك تماما، وما عليك إلا أن تنتقدهم بكلمة أو بتصرف ما، ليكون رد التحية أو التحية عليك أيها الصحافي حراما، وإذا كان المسئولون أو القائمون على الرياضة كذلك، فيا ترى كيف ستتطور الرياضة إذا كان هؤلاء هم القائمون عليها! وما أقوله ليس موجها لأحد، بل هي حالة عامة تستحق الطرح من وجهة نظري الخاصة، وأتمنى أن تؤخذ بإيجابية وبرحابة صدر.
لمن أقول شكرا...؟
مازلت أعيش أجواء مباراة الأهلي وباربار، ومازلت أتذكر تماما ما حدث في هذه المباراة، ومازلت أتذكر الوجه الحضاري والسلوك الإسلامي الذي شاهدناه في مدرجات صالة بيت التمويل الخليجي، فالكل كان يضع يده على قلبه ينتظر في أية لحظة الشرارة من أين تأتي، من معسكر جماهير الأهلي أم باربار؟! فلقد تعودنا أن تخرج المباريات الجماهيرية بين الأقطاب البحرينية في مختلف الألعاب وفي ألعاب الصالات تحديدا عن النص من قبل الجماهير، والكل شاهد ما حدث في مباراة السلة بين الأهلي والمنامة، وكيف أن الدماء نزفت، والأخلاق نسفت، ولكن جماهير باربار والأهلي كانوا على قدر المسئولية، وتشجيعهم المثالي أعطى المباراة حلاوة إضافية، وبالتالي خرجت في نهاية المطاف (أعني المباراة) مثالية إلى أبعد الحدود، الكل راض بما كتبه الله له، ولذلك أقول شكرا يا جماهير البنفسج الوفية، وشكرا يا جماهير الأهلي الجميلة.
إقرأ أيضا لـ " محمد أمان"العدد 1687 - الخميس 19 أبريل 2007م الموافق 01 ربيع الثاني 1428هـ