تصاعدت وتيرة الحوادث في رياضتنا وملاعبنا مع اقتراب الموسم من نهايته لتزداد وتيرة حالات التعصب وانفلات الأعصاب والشغب على جميع الأصعدة سواء من اللاعبين أو من جماهير الفرق الرياضية وامتدادها لتشمل جميع اللعبات وفئات الأندية الرياضية.
تلك حالات الانفلات والتعصب الأعمى يدل على غياب الوعي الثقافي والرياضي بماهية الرياضة والتي من أهم مبادئها وأهدافها التي يجب أن تكون مغروسة في جميع عقول وقلوب الرياضيين هو الأخلاق وهي الصفة التي يجب أن يتحلى بها الجميع امتثالا لقوله تعالى في كتابه الكريم في وصفه لنبينا عليه أفضل الصلاة والسلام «وإنك لعلى خلق عظيم».
أصبحت رياضتنا تعاني وتنزف دما من تلكم التصرفات التي أضحت تهدد مستقبل الرياضة في مملكتنا حتى أصبحت مؤشرا خطيرا بحاجة إلى تقويم وتدخل جراحي حاسم يبتر هذا المرض الخطير في ملاعبنا وأنديتنا الرياضية.
الانفلات الأخلاقي في ملاعبنا وأنديتنا ظاهرة تنذر بانتهاء رياضتنا على نحو الموت السريري أو الدماغي، نعم رياضتنا موجودة وتمارس في الأندية والمنتخبات الوطنية ولكنها فارغة من محتواها وأهدافها على رغم كثرة المسابقات التي تنضم من مختلف الاتحادات الرياضية والسبب وجود حال من اللاوعي موجودة عند شريحة ربما تكون كبيرة من ممارسي الرياضة والذين تجرأوا على الإساءة لسمعة رياضتنا وسمحوا لأنفسهم بالخروج عن النص بتلك الصورة المحزنة والمخزية.
ما حدث في رياضتنا خلال الأسابيع القليلة الماضية سواء من شغب جماهيري وضرب وركل وسب وشتم بين اللاعبين والجماهير وحتى الإداريين وكأننا في ساحة قتال كل يستعرض قوته وفنونه القتالية يعتبر تعديا صارخا على القيم والأخلاق الرياضية، وما زاد الطين بلة تلك الفاجعة التي تعدت على القيم الإسلامية والشريعة السمحاء في حادثة الاعتداء الجنسي في أحد أنديتنا لتكون الطامة التي ربما تصيب رياضتنا في مقتل.
كل تلك التصرفات هي مرفوضة شكلا ومضمونا ولا يقره عقل ولا منطق، ولكن ما هي الخطوات التي اتخذت في سبيل القضاء على تلك التصرفات والظاهرة المقيتة؟
سؤال ربما الإجابة عليه تكون سهلة ولكن يجب تحديد النقاط المتسلسلة والتي تبدأ من الأسرة وتنتهي في ملاعبنا، فالأسرة هي المحيط الأول الذي ينشأ فيه الإنسان أو بمعنى أصح الرياضي وهنا يأتي دور أولياء الأمور بتنشئة أبنائهم على القيم الإسلامية والأخلاق الحميدة وحثهم على التمسك بالدين ومبادئه وقيمه ومن ثم ينتقل الإنسان إلى محيط أكبر وهو المجتمع والذي ينحصر في المنشأة الرياضية وهو النادي، وهنا يأتي دور آخر متمثل بإيجاد التربويين أو الإداريين والمدربين القادرين على توجيه السلوك الحسن للاعبين وحتى الجماهير، وهو الدور الذي يبدو مغيبا عن إدارات الأندية وخصوصا أنها لا تعير ذلك المعيار أهمية بقدر اهتمامها بالنتائج التي تمثل المقياس لكفاءة وقدرة المدربين والإداريين.
بصراحة الدور الإداري كبير جدا في عملية التصدي لحالات الشغب والانفلات الأخلاقي والإدارة الواعية والمدركة لحقيقة الرياضة، ترفض أن يشار إليها وإلى لاعبيها تحت ذلك المسمى الذي يشكل عارا على الرياضة والتي لا نعلم إلى أين يسير مركبها في مملكتنا؟
إقرأ أيضا لـ "يونس منصور"العدد 1686 - الأربعاء 18 أبريل 2007م الموافق 30 ربيع الاول 1428هـ