لم يكن موقف الرئيس الأميركي جورج بوش تجاه فضيحة صديقه رئيس البنك الدولي بول وولفوفيتز غريبا أو الأول من نوعه، فالرجل اعتاد أن يقف دائما في وجه المدفع إما شجاعة منه وتحملا للمسئولية أو تهورا اعتاد أن يمارسه في حياته السياسية أو غباء نما عليه في التعامل مع الحوادث. فلم تمضِ ساعات على اعتذار وولفوفيتز بشأن محاباته لصديقته الليبية الأصل والبريطانية الجنسية شاها علي رضا على حساب عمله حتى سارع بوش بإعلان دعمه المطلق لوولفوفيتز، وأضاف «إنه يثق به وبعمله».

فوولفوفيتز - الذي أصر بوش على ترشيحه لمنصب رئاسة البنك في العام 2005 بعد استقالته من منصبه في وزارة الدفاع نائبا للوزير في مكافئة له على مشاركته في التخطيط لغزو العراق - طلب من رئيس إدارة الموارد البشرية بالبنك في سبتمبر/ أيلول العام 2005 زيادة راتب صديقته - التي تعمل مسئولة الاتصال بإدارة الشرق الأوسط في البنك - زيادة فاحشة.

ولم يكتفِ بذلك بل نقلها إلى وزارة الخارجية الأميركية لتجنب كشف المستور، لكن القدر لم يسعفه حتى ضج العاملون بالخارجية والبنك من ذلك ففاحت رائحة الفضيحة، وأصبح وولفوفيتز - بعد اعتذاره - قاب قوسين أو أدنى من إقالته من منصبه أو يقدم استقالته مرغما، إذ أعلن مجلس إدارة البنك الجمعة الماضي أنه سيتخذ إجراءات سريعة بخصوص القضية. فالعصابة - إن صح التعبير - التي جلبها بوش للرئاسة الأميركية بدأت تسقط عنها الأقنعة واحدا تلو الآخر، فمن التالي الذي سيكون عليه الدور؟