العدد 1675 - السبت 07 أبريل 2007م الموافق 19 ربيع الاول 1428هـ

سفينة الصحافة الرياضية؟

عباس العالي Abbas.Al-Aali [at] alwasatnews.com

رياضة

أنا من الأشخاص المؤمنين إيمانا كبيرا بأن العمل في المجال الرياضي بجميع أشكاله يجب أن يقتصر على كل من يملك الخبرة والمعرفة الرياضية، وأن يكون قبل كل شيء محبا للرياضة... وأرفض وجود الأشخاص الذين يتملقون الرياضة، ويسخرونها «لغاية في نفس يعقوب»... فالرياضة لم تعد ممارسة عفوية وموهبة فطرية، إنما هي علم متكامل قائم بذاته يخدمه 16 فرعا من العلوم الرياضية، مثل علم النفس الرياضي، وعلم الطب الرياضي، وعلم التدريب، وعلم القياس... وعلوم أخرى بعضها لم يطبق - حتى الآن - في رياضتنا العربية... أما صناعة البطل الأولمبي فهي تفوق كلفة بناء مصنع «للطابوق»!

وهذا هو الحال بالنسبة للصحافة الرياضية، التي أصبحت ركنا مهما من أركان كل صحيفة... فكل مجلس إدارة يرغب في إصدار صحيفة، أصبح من أولوياته وضع تصور لوجود قسم رياضي ناجح. وهذا هو الحال حينما صدرت مجلة الرياضة في النصف الثاني من السبعينات كانت هي ميلاد الرياضيين والمتنفس لهم على رغم أنها أسبوعية.

ومع ازدياد عدد الصحف المحلية، زاد عدد المحررين الرياضيين، وزادت بالتالي اجتهاداتهم، ومحاولة حصولهم على السبق الصحافي الذي يثبت جدارتهم، والتنافس الشريف حق مشروع للجميع، والانفراد بالخبر هدف كل ملحق رياضي.

إلا أننا في «الوسط الرياضي» نرفض الكذب في مجال الرياضة، كما نرفض التطبيل والتهويل، وكل من يحاول أن يتستر خلف كلمات صماء «لا تودي ولا تجيب»، والصحافي الصادق الأمين هو من يتحدث بصوت مسموع... فالرياضة البحرينية لن تنجح ولن تقوم لها قائمة في ظل وجود صحافة رياضية غير متخصصة هدفها التهويل والتطبيل والربحية!

وأتذكر في بداية عهدي بالصحافة الرياضية انني كتبت في صحيفة «الأضواء» في زاوية «وجهة نظر» مقالة عن العمل الصحافي شبهته بالجمل الطائش كل يحاول الوصول به إلى الجهة التي تخدم مصالحه ولا تخدم المصلحة العامة!

لذلك فإنني أستغرب أمر رؤساء تحرير الصحف، قبل رؤساء الأقسام، لإتاحتهم الفرصة لأشخاص لا يملكون الخبرة الرياضية ولا الشهادة التخصصية... فكيف أسمح لمدرس لغة هندية على سبيل المثال تدريس اللغة العربية... فهذا لا يجوز، ففاقد الشيء لا يعطيه!

وأستغرب أمر كل من يتشدق بالمطالبة باقتصار الفرصة على الشباب في العمل الصحافي الرياضي، وهو لا يملك أية شهادة تدريبية أو تحكيمية أو حتى إدارية في المجال الرياضي، ولم نسمع عنه لاعبا في أية لعبة!

لذلك، فإن كل من يحاول أن يركب سفينة الصحافة الرياضية يجب أن يكون ملما إلماما كبيرا بواقعها الرياضي... عاش على أرضها، وتلطخ بترابها، وتعلم في مدارسها، وتعلق بحب أحد أنديتها، هدفه الأول والأخير علو شأنها، بعيدا كل البعد من الكذب والمجاملة والتطبيل والتهويل الذي يضر ولا ينفع.

إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"

العدد 1675 - السبت 07 أبريل 2007م الموافق 19 ربيع الاول 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً