العدد 1671 - الثلثاء 03 أبريل 2007م الموافق 15 ربيع الاول 1428هـ

تصريحات إياد علاوي بشأن المحاصصة

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

رئيس الوزراء العراقي السابق وزعيم القائمة الوطنية العراقية إياد علاوي عقد مؤتمرا صحافيا في المنامة أمس، معلنا لجميع قادة المنطقة بأن المصالحة العراقية هي محور استقرار العراق، وأن المصالحة تحتاج إلى «حل سياسي» يشمل جميع فئات المجتمع العراقي، ولكي تنجح هذه المصالحة فإنها تحتاج إلى دعم القوى الإقليمية والدول العربية. وحذر علاوي من القوى التي تعمل داخل العراق وخارجه لإيقاف عملية المصالحة العراقية لأن مثل هذه المصالحة تعني نهاية مصالحها الخاصة.

علاوي والوفد المرافق معه حملوا معهم آلاما وآمالا عراقية، ووجودهم في البحرين يذكرنا بأهمية الحفاظ على الأمن والاستقرار، وفي الوقت ذاته ينبهنا إلى ضرورة الإبقاء على قنوات الحوار مفتوحة بين الجميع لكي يتيسر الحل السياسي في كل وقت. فالأزمة العراقية مستمرة لأن منطق القوة يتم تغليبه على منطق العقل والسياسة، وحمام الدم يستمر لأن هناك من يشعل الفتنة الطائفية والإثنية بين العراقيين. وعلى أساس ذلك، فقد حذر علاوي من ثقافة «المحاصصة» الطائفية التي ستنتقل - إذا استمرت - من العراق إلى الدول الأخرى. ان موضوع المحاصصة الطائفية خطير جدا، وهو قد انتقل فعلا من العراق إلى بلدان أخرى بما فيها البحرين، ولو أن المحاصصة لدينا ليست كما نراه في بلاد الرافدين. إن المحاصصة تعني إلغاء المواطنة، لأن الإنسان لا تبقى لديه قيمة سوى انتمائه إلى فئة ما، وهذا الانتماء بحد ذاته ليس قيمة إنسانية ترتفع بها الأمم. نعم، يعتز المرء بأصله وبانتماءاته، ولكن صعوده إلى مستوى المسئولية يجب أن يكون على أساس الكفاءة أولا، وعلى أساس خدمة الوطن، كل الوطن، و ليس على أساس خدمة فئة خاصة ينتمي إليها.

المحاصصة الطائفية خطر يهدد الأوطان، وهذه المحاصصة قد تكون ثقافة سياسية غير معلنة، وقد تكون إجراءات معلنة... والخطورة في إعلانها والافتخار بها إنها تمهد لتفتيت الأوطان وتجزئة التراب الوطني... ولذلك فإننا في «الوسط» وقفنا وسنقف علنا ضد قرارات المحاصصة الطائفية التي بدأت تأخذ أشكالا رسمية علنية في البحرين، وصلت إلى منع فئة من المجتمع من التملك في جزيرة المحرق... وهذا قرار خطير، وتبعاته قد لانراها إلا بعد سنوات، وربما بعد فوات الأوان. فالعراقيون الآن يعانون من مشكلة مدينة كركوك مثلا، وكان نظام صدام قد تلاعب بالواقع الديمغرافي في المدينة لصالح العرب على حساب الأكراد، والآن الأكراد يطالبون بتنفيذ الاستفتاء الذي نص عليه الدستور العراقي الجديد. وهذه المشكلة تهدد مستقبل العراق... فكركوك تعتبر «عراقا مصغرة» بحكم التنوع الطائفي والإثني فيها، ولكن الآن أصبحت قنبلة موقوته، وربما تصبح مثل «كشمير». إننا ندعو إلى الاعتبار مما قاله علاوي، وأن نوقف عمليات المحاصصة الحاصلة فعلا في بلادنا.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 1671 - الثلثاء 03 أبريل 2007م الموافق 15 ربيع الاول 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً