فيما تبدي الجهات العليا تفاعلاً جدياً مع قضية «الشاخوري 2» بإرسال إشارات إيجابية عبر تطييب الخواطر ومحاولة فعل ما يمكن فعله من أجل إنقاذ حياة الشاب المغدور (عباس)، فإن الوضع يأخذ منحى الترقب الحذر من المجهول الآتي.
كل الألسنة تلهج بالدعاء لتقر عين الأم بابنها، وكل القلوب تأمل في معجزة إلهية تتحقق بعد نذر الأم المحروق قلبها، ولكن في الاتجاه الآخر ثمة أياد وضعت على القلوب خشية تفاقم هذه الظاهرة. فأقسى ما كان يتصوره الشعب البحريني أن يتحول بلده إلى حي من أحياء مدينة غربية تحكمها قوة السلاح. وعلى رغم ما رآه من اقتراب النار بوصولها إلى جاره العراقي فإنه ظل برجالاته المخلصين يعمل جاهداً للابتعاد عن هذا المستنقع الدموي.
باستطاعتنا القول إنه ليس هناك ما يدعو إلى التشاؤم إلى الآن، على رغم القلق المحسوس، مادامت الحكومة ممثلة في وزارة الداخلية تبدي حماسة جدية للوصول إلى الجناة ومعاقبتهم. غير أن هذا التعامل مع كل قضية على حدة (وبتوفير بعض الامتيازات كما حدث مع قتيل المحرق) لو استمر من دون النظر إلى المسببات العامة والأخذ بها في الاعتبار لما أمكنت السيطرة على الوضع.
ما فجرت أنهر الدماء في العراق سوى تلك اللحظات التي أبيح فيها السلاح بجرة قلم. ونخشى أن تكون كذلك هنا بطريقة أو بأخرى.?
إقرأ أيضا لـ "عبدالله الميرزا"العدد 1670 - الإثنين 02 أبريل 2007م الموافق 14 ربيع الاول 1428هـ