الترشح للرئاسة في غالبية البلدان التي تنتهج الانتخاب مبدأ أساسياً في حياتها السياسية يعتبر من الأمور الحساسة والصعبة وهو ليس بالأمر الهين، فكثير من تلك الشعوب تمحص شخصية رئيسها المقبل فتنظر لمستواه العلمي ورصيده السياسي وخبرته الاجتماعية وقوة شخصيته في فرض نفسه على الواقع.
لكن في بعض البلدان والتي تعتبر عريقة في الديمقراطية - كما تصف نفسها دائماً - فإن الفارق فيها عجيب، فليس بالضرورة من يصل لسدة الرئاسة يكون خبيراً سياسياً ، بل يمكن لممثل سينمائي بعيد عن مضمار السياسة أن يصل بسهولة إلى ذلك المنصب.
ففي تلك البلدان شروط مختلفة وعجيبة، فالولايات المتحدة الأميركية نفسها تستغرب أن تسمع أن مسألة المظهر الخارجي للمترشح نحو الرئاسة سمة مهمة في زيادة الشعبية والحظوظ بالفوز في الانتخابات. بل يطالعك خبر مفاده أن اختصاصياً أميركياً في زراعة الشعر ينصح المترشحين للرئاسة الأميركية المقبلة ذا الصلع «قرعان» أن يسارعوا للخضوع لعمليات زرع الشعر.
ربما يكون هذا الأمر نوعاً من الفكاهة أو التندر لكنها جزء من الحقيقة، والجزء الآخر أن الوصول للرئاسة الأميركية تتطلب دعماً من اللوبي الصهيوني المتغلغل في مناحي المؤسسات السياسية في واشنطن وهو الفيصل الحقيقي للفوز أو الخسران. فمن دون هذا الدعم لا تنفع الوسامة ولا الابتسامة في اعتلاء كرسي الرئاسة الذي سيغادره عما قريب الرئيس الحالي جورج بوش ليخلفه من هو ليس بعيداً عن نهجه، فكلهم من إناء واحد.?
إقرأ أيضا لـ "احمد شبيب"العدد 1670 - الإثنين 02 أبريل 2007م الموافق 14 ربيع الاول 1428هـ