صعقنا هذا الأسبوع بسماع الأخبار المأسوية عن حصول فيضان للمجاري في شمال غزة.
إن الحديث عما أثارته في النفس من مشاعر الألم والكآبة لا يفي هذه الواقعة حقها. ففي هذه البلدة، التي يقطنها ثلاثة آلاف نسمة، لقي خمسة أشخاص على الأقل حتفهم، فيما لايزال البحث جاريا عن المزيد من الضحايا.
أُدرك تماما أنه على رغم الجهود الحثيثة التي تُبذل من أجل تخفيف معاناة الفلسطينيين ورفعها، فإننا نعيش في عالم يغلب عليه الشعور الفاتر بمعاناتهم، وكأننا قد ألفْنا متابعة هذه الحوادث ومشاهدتها من دون أدنى اكتراث. لكنّ الوضع مختلف هذه المرة.
كيف يمكننا أن ندعَ الأطفال الفلسطينيين يغرقون في غائطهم تحت أنظار الأمم المتحدة والجهات الدولية؟ إنه لأمر يتعذّر تبريره من وجهة أخلاقية!
لا نودّ في هذا الوضع المتأزم أن نوجه أصابع اللوم إلى أية جهة، أو نتساءل عما إذا كان للمقاطعة الدولية للحكومة الفلسطينية دور في وقوع الكارثة.
إنني أكتب إليكم والأمل يملأني بأن يتم اتخاذ الإجراءات السريعة المناسبة لمعالجة هذه المصيبة التي حلّت بإخوتنا في فلسطين.
أولا: على المجتمع الدولي أن يحشد الموارد المطلوبة من أجل مساعدة الأسر المنكوبة، مع الأخذ بالحسبان أن هذه الكارثة قد أفقدتهم كل ممتلكاتهم. ومن غير المحتمل أن يحصلوا على أي شكل من التعويضات.
ثانيا: لابد من إجراء تحقيق للوقوف على الأسباب التي أدت إلى حدوث هذه الكارثة لضمان عدم تكرارها.
يجب ألا ننسى للحظة واحدة، ونحن في خضمّ هذا الوضع المزري، أن السبب الرئيسي وراء مظاهر الضعف والهشاشة التي ابتُلي بها الفلسطينيون هو الاحتلال غير القانوني لأراضيهم الذي أدى إلى وجود أعداد كبيرة من اللاجئين والمهجّرين في مناطق ضيقة محددة تفتقر إلى البنى التحتية الضرورية. وكان لذلك الآثار المدمرة التي نعرفها جميعا.
* رئيس منتدى الفكر العربي وراعيه، سفير الإيسيسكو للحوار بين الثقافات والحضارات، رئيس شرف منظمة المؤتمر العالميّ للأديان من أجل السلام
العدد 1666 - الخميس 29 مارس 2007م الموافق 10 ربيع الاول 1428هـ