عندما شاء الله سبحانه وتعالى أن يكون سيدنا محمد (ص) خاتما للأنبياء والمرسلين، أراد الله عز وجل للرسالة المحمدية أن تكون الدين الذي هو أكثر خيرا للناس بين مبعث النبي وقيام الساعة؛ ولذلك فقد تلقى النبي (ص) شريعة الله بقلب صافٍ وروح مفعمة بحب الخالق والمخلوق، وقد كان لخلقه العظيم دورٌ فاعلٌ في تجميع قلوب أهل مكة من سادة وعبيد، فقد بعث وأنذر، وأوذي وصبر، وصلى ونحر، وجاهد وكبّر، وما عق وما كسر.
وكان مما علّم أهل بيته وأصحابه أن يحافظوا على وحدة الأمة واصطفافها في وجه الباطل، ونبذ الخلاف والفرقة والشقاق لتقوية الدولة الإسلامية ورفع راياتها عالية بين الأمم، فكلما توحد المسلمون قوت شوكتهم، وزادت عزيمتهم نشر الإسلام شرقا وغربا، وكلما وهنوا بدخول الشيطان بينهم، ازدادوا حرصا على الحياة بثوبها الزائف، وغالبا ما يكون الصراع على السلطة الهاجسَ الأكبرَ لعرقلة مسيرة المسلمين وتعطيل ما أوجبه الله عليهم من عمارة الأرض.
الآن، وفي هذه الظروف العصيبة التي تمر بها الأمة الإسلامية، عليك أخي المسلم الإنسان أن تفكر جيدا فيما يوحد أمتك، وتحذر مما يفرقها ويقوي أعداء الحق، تقرب إلى أخيك المسلم، وتحنن على جارك أو زميلك المسيحي، والطف بحال العامل البوذي، وتجنب القسوة على الملحد، واجعل من إسلامك معاملة توجب احترام مختلف المجتمعات في العالم.
هل تعلم أخي المسلم السني أن السلف الصالح ومن بينهم «أبوالفرج ابن الجوزي» كان لا يذكر أهل البيت إلا بالسلام عليهم - راجع كتاب «صفة الصفوة» -، وراجع أيضا كتاب «فتح الباري بشرح صحيح البخاري» لتجد الكثير من ذلك الوقار، وكان من مذهب الإمام الشافعي - رحمه الله - وجوب الصلاة على محمد وآل محمد عند التشهد في الصلاة.
هل تعلم أخي المسلم الشيعي أن السلف الصالح ومن سار على نهجهم كسماحة السيدجواد الوداعي والشيخ أحمد الوائلي - رحمه الله - وغيرهما كثير من العلماء كانوا لا يذكرون الشيخين أبي بكر وعمر إلا وقالوا «رضوان الله تعالى عليهما»، فهذه الروح الإسلامية المزدوجة بين المذاهب قد عززت عرى الاتحاد واللحمة والقوة بين أبناء الأمة الواحدة، وقطعت الطريق على أخوة لنا ندعو لهم بالخير والصلاح، عندما فسروا الدين بحديث الفرقة الناجية، وهي ما كان عليه النبي وأهل بيته وأصحابه، فالكل يسعى جاهدا إلى السير على نهج السابقين الصالحين، ولكن الإنسان لا يضمن استقامته على المنهج الفعلي والسائد آنذاك؛ ولذلك يدعو المسلم في قنوت الفجر بـ «اللهم اهدنا فيمن هديت».
أخي المسلم، لقد قام هذا الدين على مال خديجة وسيف علي وأذان بلال وبأس عمر وعدل النجاشي وزهد أبي ذر، وكان النبي (ص) بين أصحابه وبين عترته كأحدهم، إذا جاعوا جاع، وإذا أمنوا أمن، وإذا نادى المنادي تراهم صفا واحدا كأنهم بنيان مرصوص.
فالخيار أمامنا... اتحاد لرضا الخالق، أم فرقة لرضا المخلوق؟
إقرأ أيضا لـ "معاذ المشاري"العدد 1663 - الإثنين 26 مارس 2007م الموافق 07 ربيع الاول 1428هـ
مبالغة
يا سلااااااااااااااام يا جماعة