الموقف الذي تعرض له أهالي قرية جنوسان - إحدى قرى شارع البديع - بوجود صحافي «الوسط» يوم الخميس الماضي الذي كان شاهدا على قيام أحد رجال الأمن بطرد الأهالي من داخل مركز شرطة البديع لم يكن أمرا مقبولا، خصوصا أن الأسلوب لم يكن مهذبا. هنا أتساءل عن أهمية البطاقة الصادرة والمعتمدة من قبل وزارة الداخلية التي كان يحملها الصحافي لتسهيل عمله ومروره في مثل هذه المواقف، والتي لو كان يعلم الصحافي أنه سيتعرض إلى منع حضوره في المركز لما حملها معه.

لكن وبعد مرور أيام على الموقف السابق توقعنا أن تعقب وزارة الداخلية على ما نشر أو أن تعتذر عن الإهانة التي تعرّض لها الأهالي أمام مرأى الجميع، إلا أننا لم نرَ شيئا من ذلك.

المؤسف في الموضوع هو أن وزارة الداخلية نادت قبل مدة بسيطة بالشراكة الاجتماعية، لكن يبدو أن بعض رجال الأمن مصرون على طريقة من التعامل لا تليق بالشعار المرفوع.

وبعيدا عن الشراكة الاجتماعية، فإن الواقع يؤكد أن بعض رجال الأمن يجب أن يدربوا على التعامل بشكل لبق ومهذب مع أفراد المجتمع كافة، خصوصا أن الصحافي الذي كان موجودا في مركز الشرطة كان يؤدّي عمله، كما كان كل رجال الأمن الموجودين في ذلك المركز. نتمنى أن يفهم رجال الأمن أن عمل الصحافة ليس موجها ضد أحد، بل إن مهمتهم الأساسية هي لنقل الحقيقة التي قد تغضب مَنْ يريد القفز عليها، لكنها تثلج صدور مَنْ يريد الحقيقة ولا شيء غيرها.