العدد 1658 - الأربعاء 21 مارس 2007م الموافق 02 ربيع الاول 1428هـ

بين رجالات اليوم والأمس

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

عُرِفَ عن أهل البحرين منذ القدم شغفهم بعمل الخير، إذ بدأ عدد كبير منهم تشييد المدارس بجهود أهلية في عشرينات القرن الماضي الذي لم يكن فيه فرقٌ بين الولد والبنت؛ ما عجّل في تنمية وتطور الحراك الاجتماعي والثقافي حتى السياسي في البحرين بشتى تلاوينه الفكرية المختلفة.

لم يقتصر هذا الجانب على التعليم، بل ذهب إلى فتح أندية ثقافية مثل: نادي العروبة الذي أسسه المرحوم الأستاذ محمد دويغر أحد رموز الثقافة والأدب آنذاك.

أيضا لا ننسى أسماء مثل: عبدالله الزايد وناصر الخيري ومحمد علي التاجر وعبدالرسول التاجر وإبراهيم العريض التي كانت مكتباتهم تزخر بكتب الثقافة والعلم المتحررة من كل القيود الظلامية التي تقيّد حرية الرجل والمرأة على السواء.

رجالات ذلك الزمان يختلفون عن رجالات هذا اليوم وتحديدا نوابنا من الكتل الإسلامية السنية والشيعية، فلو كان شاعر البحرين الجاهلي المعروف طرفة بن العبد موجودا في زمننا الحالي لتنكر لمثل هذه الأفعال - الأقوال عن الثقافة والإبداع لان انطلاقة البحرين ليست وليدة الوقت الحاضر بل هي بدأت منذ عصور غابرة، إذ إن تاريخ هذا البلد غني بشخصيات ورموز قدموا جميع أنواع الثقافة الإنسانية لهذا الوطن على عكس ما نشاهده في هذه الأيام من وجود بعض القوى التي تحاول قهر ثوابت الثقافة من خلال إهانة وقمع أعمال المبدعين وتنشيط دور محاكم التفتيش بحثا عن أساليب يراد بها إلقاء المثقفين في سجون القرون الوسطى.

المضحك المبكي أن الجميع - سواءٌ أكانوا نوابا أم غير ذلك - يحاولون إجبار الناس على الخضوع والركوع لتعليماتهم ومفاهيمهم المعنية بتقييد الحريات بحجج لا معنى لها سوى التضخيم من أمور بعيدة عن الهموم والمطالب الحياتية التي يبحث عنها المواطن في زحمة المعاناة.

إن إشغال الشارع البحريني بأمور جانبية بدلا من العمل الجاد على حل مشكلاته الاجتماعية والاقتصادية التي تمس حياة المواطن يعبّر عن حال فراغ يعانيها مجلس النواب الذي يبدو انه معوق في حل قضايا الناس الجوهرية فبعض النواب يبحث عن شيء سطحي ليغطي عن عجزه في هذه الجوانب على رغم انه وعد بحل القضايا المصيرية حتى ينتخبه الناس.

إن أسلوب بعض النواب لا يختلف عن أساليب حقبة امن الدولة السابقة فهم اليوم يعملون بجدية على تكميم الأفواه بعد أن كان البعض منهم يناهض ذلك في قضايا الشارع. يبقى المواطن أذكى من ذلك كله، كما أن المواطن لن يغفر لهم هذه البادرة التي جمعتهم على صغائر الأمور!

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 1658 - الأربعاء 21 مارس 2007م الموافق 02 ربيع الاول 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً