اصطادت القلعة الصفراء عصفورين بحجر واحد عندما ضربت (يدها) بقوة لتخطف كأس الكؤوس الخليجية الـ 27 لكرة اليد. وفي الوقت نفسه، نجاحها التنظيمي للحدث الخليجي وذلك ليس بالمستغرب على الأهلي الذي سبق أن حقق المعادلة الذهبية الصعبة العام 2002، وأصبح بذلك زعيما لبطولات اليد الخليجية بعد ما أحرز اللقب 6 مرات.
ولعل استمرار إنجازات بطولات الصالات التي تحققها الأندية والمنتخبات البحرينية تفتح مجددا السؤال القديم الجديد عن سر تحقيق مثل هذه الألقاب منذ سنوات طويلة، في الوقت الذي مازلنا نبحث فيه عن لغز عدم تحقيقنا أية بطولة كروية.
أوَ ليست الظروف والإمكانات المتوافرة لكرة القدم لدينا تفوق أو توازي ما يتوافر لبقية الألعاب... فأين العلة؟!
المنتخب المظلوم
من خلال متابعتي الميدانية وقربي من ظروف منتخب البحرين الأولمبي لكرة القدم أشعر أنه يعيش واقعا صعبا منذ بداية تشكيله وبدء مشواره في التصفيات الآسيوية الأولمبية 2008، ولا أبالغ إذا وصفت هذا المنتخب بـ «المظلوم»!
والواقع أن فكرة المنتخب الأولمبي في حسابات الكرة البحرينية لم تهضم بعد، اذ نتذكر في التصفيات الماضية لأولمبياد 2006 عندما ظل المنتخب بعيدا من الأضواء والاهتمام حتى اللحظة التي فاز فيها على المنتخب الياباني في عقر داره ونافس بقوة على التأهل لولا فارق الأهداف. وما يحدث حاليا هو تكرار للسيناريو السابق، إذ عانى منتخبنا الأولمبي الكثير منذ بداية تشكيله في آسياد الدوحة 2006 فخرجت مجموعة كبيرة من صفوفه بسبب فارق الأعمار (سنة واحدة) مثل سيدمحمد عدنان ومحمود عبدالرحمن وحمد راكع والحارس عباس أحمد، ثم ظلت تدريبات المنتخب تسير بصورة متقطعة بسبب تصادف ذلك مع سير مباريات الدوري وعدم وجود قرار بتفريغ لاعبي المنتخب الأولمبي، لدرجة أن منتخبنا دخل التصفيات من دون أن يلعب مباراة ودية واحدة. وعندما بدأ الأحمر الأولمبي مشواره بلقاء باكستان ظهر كالغريب في وطنه، إذ لعب وسط مدرجات خالية وظل يسجل أهدافه الثمانية بلا تشجيع، فكان عزاؤه الوحيد فوزه الساحق.
وحين تعرض لخسارته الثقيلة والغريبة أمام الكويت بثلاثة أهداف، وجد الكثيرين ذلك فرصة لتصويب أسهم الهجوم والنقد من كل حدب وصوب في جسد هذا المنتخب. وأجزم أن هؤلاء لا يعرفون ظروف المنتخب والصعوبات التي يواجهها.
أعتقد أنه من المهم عند تشكيل مثل هذه المنتخبات تحديد الهدف منها والاستراتيجية الواضحة... فهل المطلوب فقط الفوز وتخطي التصفيات، أم صناعة منتخب يكون رافدا للمنتخب الأول ويؤمّن لنا بناء جيل كروي جديد؟
- اضبطوا البوصلة الكروية جيدا وابتعدوا عن الأحكام الظالمة، وهيئوا الظروف المناسبة لهذا المنتخب لكي لا يكون مظلوما فعلا!
إقرأ أيضا لـ "عبدالرسول حسين"العدد 1654 - السبت 17 مارس 2007م الموافق 27 صفر 1428هـ