إذا صدقت أنباء التعاقد مع المدرب التشيكي الشهير ماتشالا لتدريب منتخبنا الأول لكرة القدم في المرحلة المقبلة فإن ذلك سيفرض أسئلة قديمة جديدة ومهمة طالما تكررت ودفعنا ثمنها في مرات كثيرة.

ولعل من الأسئلة المهمة هي معايير اختيار المدرب ومن الشخص الذي يقوم بعملية الاختيار، ووفق ما علمنا به أن عملية التفاوض والاختيار شابها غموض كبير وهو ما يرسم مؤشرات تدعو إلى القلق.

أليس من المفترض أن يقوم بعملية اختيار المدرب لجنة فنية التي تنضوي منذ فترة ضمن لجان اتحاد الكرة وتضم مجموعة من المدربين الوطنيين لكنها مازالت مغيبة عن قرارات مهمة سواء على صعيد المنتخبات أو المسابقات ولا تمتلك أية صلاحيات فعلية!

ومن الأسئلة أيضا أن اتحاد كرة القدم يبدو مغيبا إلى حد ما في عملية بدء المفاوضات واختيار ماتشالا وهذا ما حدث أيضا في «الغلطة الكبرى» يوم تعاقدنا مع المدرب الألماني بريغل وكأننا لا نتعلم من الدروس والأخطاء على رغم ما نسمعه من رغبة في تصحيح الأخطاء والسلبيات عند كل إخفاق.

يجب أن يدرك اتحاد الكرة سواء أنه قام بالتكفل بكلفة عقد ماتشالا أو تكفلت جهة أخرى بالعقد، بأن تبعات ذلك سيكون معلقا بأعناق اتحاد الكرة في حال الإخفاق لأنه المسئول في الواجهة أمام الجماهير والإعلام وحينها يجب عليه تحمل المسئولية ولا يرمي الكرة في ملعب آخر طالما وافقت - راضيا أو مكرها - على قبول المدرب «المفروض عليه» فالمسألة يجب ألا تتوقف عند من سيدفع كلفة العقد إذ إن نجاح أي منتخب لا تتوقف فقط على المدرب وهويته بل مجموعة ظروف وعوامل يجب توافرها لإنجاح المنتخب.

ومن الأسئلة المهمة أيضا... ما هي استراتيجيتنا للمدرب المقبل، فهل نريد مدربا لكأس آسيا فقط وعندها يجب التعاقد مع مدرب مقبول «يمشّي» المنتخب خلال هذه الفترة القصيرة التي تفصلنا عن البطولة... أم نريد مدربا يتولى مهمة بناء منتخب على أسس قوية لفترة تتجاوز كأس آسيا، وهنا يتطلب منا الدقة في الاختيار وتحديد الأهداف والاستراتيجية التي نريدها وعليها نوفر الظروف المناسبة للمدرب لتساعده على بلوغ تلك الأهداف في بطولات خليجية أو قارية أو عالمية.

متى نعي الدرس ونتعلم من أخطائنا السابقة... فكفانا أموالا ضائعة... وجهودا مهدرة!