خطوة تثمن لـ «التربية» بتدريب 200 مشرف اجتماعي للتعامل النفسي مع الطلبة (بعد أن كانوا زيادة عدد ومنصب ليس إلا)... في بادرة لاحتواء الزوبعة التي أثيرت في الصحافة أخيرا عن انتشار «البويات» وعبدة الشيطان في المدارس، الأمر الذي نفته الوزارة بحجة عدم استناده إلى دليل كون هوية المدعين مجهولة، مطالبة أولئك (ومن ضمنهم الصحافة بلا شك)، بقولها: «هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين»... وهذا دليل على أن «التربية» لا تستند في «تحقيقاتها» إلا على محدثين «ثقاة» شهد لهم الناس بدقة روايتهم. لكن، هناك لغط كثير عن واقع مخيف... هناك أعين تستنكر النظر إلى شباب في هيئة أشباح، أو إلى بنت /ولد في هيكل واحد... وغالبيتهم في سن الدراسة! فالأمر، ما عاد خافيا حتى عن أولاد الابتدائية... و «المنكر» منتشر في كل مكان وليس في المدارس فقط، فلا أظن الناس بحاجة إلى تكذيب جهة أو تسليمها بانتشار تلك الممارسات الشاذة في مجتمعنا. «التربية» تنفي ولكنها ستبحث في الأمر ولو كان كذبا... وبدورنا، لدينا أعين تشهد على عدة أمور «منكر»، هذا إذا أردنا استبعاد ما ينقله أبناؤنا إلينا وما نسمعه من معلمين تجمعنا وإياهم صلة قرابة، وهم «ثقاة» أيضا بالنسبة إلينا... فأيهما نصدق؟ «التربية» أم أعيننا؟ وبالأصح عقولنا؟
اللوم في تلك الممارسات يقع على جهات كثيرة، ولكن في «استغفال عقول البشر» يقع على جهة أعمت عينها عن الشمس وهي ساطعة، وصمت أذنها عن الأذان وهو مدو!
إقرأ أيضا لـ "عبير إبراهيم"العدد 1644 - الأربعاء 07 مارس 2007م الموافق 17 صفر 1428هـ