العدد 1642 - الإثنين 05 مارس 2007م الموافق 15 صفر 1428هـ

التحدي السكاني أمام الاقتصاد الياباني( 2/2)

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

وبشأن السبب وراء لجوء الحكومة اليابانية للمسنين لتجاوز هذه المشكلة تقول الخبيرة بمعهد ميزوهو للبحوث ناوكو هورى: ثمة صفات خاصة يتمتع بها المسنون اليابانيون تكفل الاعتماد عليهم، ومنها أن الناس لا تنظر إلى عملهم كعيب وأن الشركات تود الاستفادة من حيويتهم التي مازالوا يحتفظون بها، على رغم بلوغهم الستين. أضف إلى ذلك أن الحكومة أجرت في العام الماضي استقصاء بين أن 70 في المئة من المواطنين في سن الخمسين يرغبون في الاستمرار في العمل بعد بلوغ الستين أساسا للاستمرار في تقاضي الأجر حتى استحقاق معاش التقاعد بالكامل.

كما يشير استقصاء آخر أجرته وزارة التعليم والثقافة والرياضة اليابانية، وشمل 851.1 شركة، إلى أن أكثر من نصف الشركات اليابانية الخاصة تعتبر المسنين لا غنى عنهم بل وبدأت في تحضير عقود عمل لاسترجاعهم.

ومن بين مزايا استرجاع المتقاعدين خبرتهم ومعرفتهم التي تميزهم عن العاملين الشبان الذين يتقنون التكنولوجيات الحديثة لكنهم يفتقرون إلى الحنكة التي اكتسبها المسنون في مجالات عدة كالهندسة على سيبل المثال، ناهيك عن تحليهم بالصبر والإخلاص والولاء.

ومع ذلك، يرى البعض أن الطريق لن يكون سهلا. إذ تؤكد ميغومى ايشيزاكا، من مكتب طوكيو لعمالة المسنين «إن الوظائف المعروضة لا تتجاوب عموما مع أهداف الباحثين عن عمل. وإنه على رغم التشجيع على عودة المسنين إلى العمل، فإن «السوق ليست سهلة. فغالبية العروض تأتى من شركات متوسطة وصغيرة تحتاج إلى عاملين، لكن بشروط قاسية عادة، إذ تنص على العمل لساعات طويلة مقابل أجور منخفضة، وهو ما لا يستحق اهتمام المسنين».

يذكر أن القوة العاملة في اليابان تقدر الآن بـ 66 مليون، وتستمر في التقلص، لانخفاض معدلات الإنجاب ضمن أسباب أخرى، حتى تقل إلى نحو 5.48 بحلول العام 2050.

وتقول وكالة «باسونا» للتوظيف وهي وكالة كبرى إن عدد كبار السن الذين يبحثون عن فرص عمل وعدد الشركات التي ترغب في توظيفهم زاد إلى المثلين منذ ابريل/ نيسان من العام الماضي.

ولا تقتصر الوظائف المتاحة لكبار السن على قطاع الصناعة إذ تتهافت المؤسسات المالية على توظيف عاملين أكبر سنا لتلبية احتياجات العدد المتزايد من المستثمرين من الأفراد.

وأظهر مسح أجرته وزارة الصحة والعمل اليابانية أن 70 في المئة من اليابانيين في الخمسينات من العمر يريدون الاحتفاظ بوظائفهم بعد بلوغهم الستين ولكن مسوحا أخرى تشير إلى أن شركات تقتر في دفع الأجور وتنتقي العاملين الذين تسمح لهم بالاحتفاظ بعملهم أو من توظفهم من الجدد.

وذكر المدير في «باسونا» دايسوكي ناكاياما الذي تتولي إدارته إيجاد فرص عمل لكبار السن أن لدى وكالته طلبات عمل من نحو ثمانية آلاف متقاعد عن العمل وأن عشرة في المئة فقط وجدوا فرصة عمل. وعدلت اليابان قوانين هذا العام لتقضي بأن تبقي الشركات على العاملين كبار السن ولكن عددا كبيرا منها يسمح باستمرار قلة مفضلة.

ويقول محللون إن هذا الاتجاه يثير القلق ليس فقط بسبب حرمان الشركات التي تستبعد العاملين كبار السن من المهارات نفسها التي قادت النمو الاقتصادي السريع في اليابان في السبعينات والثمانينات بل لأنه يحرم كبار السن من الدخل. وليس لدى عدد كبير من كبار السن خيار سوى العمل إذ إن الحكومة ترفع تدريجيا الحد الأدنى لحصول المتقاعد على معاش تقاعد كامل من 60 إلى 65 سنة.

وأضاف المدير دايسوكي أنه على اليابان فتح أبوابها أمام عدد أكبر من العمالة الأجنبية للحفاظ على قدرة صناعاتها على المنافسة بينما تحتاج الشركات لجذب جيل أصغر سنا لأداء أعمال تحتاج مهارة.

وتفيد بيانات حكومية أن نحو مليوني ياباني في نهاية سن المراهقة حتى مطلع الثلاثينات من العمر لا يعملون بدوام كامل بينما هناك نحو نصف مليون آخرين ممن لا يعملون أو يدرسون أو يتدربون ويعيشون على دخل آبائهم.

ويأمل هيدمتسو سانو رئيس فانكل ستاف في إيجاد فرص عمل أكثر للمتقاعدين عن العمل ولكنه أضاف أن الشركات ربما تلجأ إلى توظيف فئات أخرى. وقال: «هناك أربعة حلول فقط لنقص العمال في اليابان» كبار السن والنساء ومن تعولهم أسرهم والأجانب. «فيما عدا ذلك ليس أمام اليابان سوى اللجوء إلى الروبوت (الإنسان الآلي).»

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 1642 - الإثنين 05 مارس 2007م الموافق 15 صفر 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً