أتساءل كما يتساءل المواطنون المصدومون أيضا، كيف للكثيرين من أصحاب العقارات أن يختصروا طمعهم وجشعهم بسرعة كبيرة فيلجأوا إلى رفع إيجارات الشقق والمنازل المؤجرة على المواطنين الفقراء.

بعض المؤجرين الطماعين عمدوا إلى رفع مبالغ الإيجارات بزيادة بدأت من 10 دنانير وأكثر قبيل إصدار وزير الأشغال والإسكان فهمي الجودر قراره الوزاري الذي يشير فيه إلى صرف «بدل السكن» والبالغ مقدارها 100 دينار فقط، والتي هي في الواقع لا تسمن ولا تغني من جوع، وكأنهم لا يعرفون معاناة المواطن الفقير، فنرى الكثير من العقاريين أو التجار البحرينيين غالبا ما يتناسون كيف يمضي البحريني الفقير يومه، وكيف أنه غالبا ما ينام من دون أن يأكل شيئا، وإن صادفه الحظ وتعشى فلا يأكل لقمته إلا بعد أن يتأكد من أن جميع أبنائه أكلوا وشبعوا، بينما نراهم يسعون إلى ملء بطونهم وبطون أبنائهم بالطعام اللذيذ والنقود (الألذ) ولا يعلمون أنهم يملأونها «نارا»!

الفقراء الذين لم تصرف لهم «بدل السكن» حتى الآن كثيرون ويتساءلون، آملين في الحصول على أجوبة تطمئنهم: كيف لكم أيها التجار أن ترفعوا قيمة الإيجار ومستأجريكم لم يحصلوا على ما وعدوا به حتى الآن؟ ومتى سننال حقنا من 100 دينار؟ وما مصير مستحقها وهو لم يحصل عليها حتى الآن في حين أننا نرى أنها صرفت وعلى مدى شهرين متتاليين لغيرنا؟ وغيرها من الأسئلة التي تبقى أسيرة لـ «لإسكان»، ومع ذلك يعيشون هؤلاء صدمة خذلان التجار لهم.

المواطنون طلبوا الـ «عون»، لكن للأسف وجدوا «فرعون»!