قد تكون الحِكمة الإلهية وسنة الباري عزّ وجل على وجه الأرض وجود الصراع بين الحق والباطل، بين الخير والشر، ولكن لا أعتقد أن من الحِكمة البشرية قيام أشخاص وجهات معينة بإثارة الفتنة الطائفية، وسعيهم إلى زرع الحقد والبغضاء بين الإخوة البحرينيين، وإطلاق دعوات يشم منها رائحة تحريض فئة معينة من المجتمع على كراهية أخرى من خلال الأقوال والخطب والكتابة في الصحف والنشرات. أتساءل أين الحكمة في تفريق المواطنين من أبناء هذا البلد الكريم إلى قبائل ودويلات هي لا تتسع أصلا لهذا؟، إلا أن تكون لدعاة هذا التفريق مصالح يكتسبون من ورائها.
الغريب أن هؤلاء الدُعاة يتحدثون ويبررون ما يدعونه بخوفهم على الوطن وحبهم له!
أيُّ خوف وحبٍ ذلك الذي يجعل من الإنسان شخصا يدعو إلى إشعال فتيل نار الفتنة الطائفية؟ وما أكبر من تلك النار من نار؟
هي نارٌ إن أتت على أرضنا فإنها ستحرق كل الزرع الطيب الأخضر الذي زرعه آباؤنا وأجدادنا الطيبون. هنا لابد لنا - نحن البحرينيين جميعنا بكل أجناسنا وألواننا ودياناتنا - أن نقف بكل قوة وحزم ضد تلك الدعوات الطائفية، لنثبت كما أثبت السابقون من الآباء والأجداد أن البحرين بلدٌ طيب يتسعُ للجميع وأن جميع من عليها إخوة متحابين. أما أولئك الذين يسعون إلى الإفساد على هذه الأرض الطيبة فعليهم أن يكفوا عن محاولاتهم البائسة، لأنها ستلقى كل المواجهة من كل البحرينيين.
إقرأ أيضا لـ "عادل الشيخ"العدد 1640 - السبت 03 مارس 2007م الموافق 13 صفر 1428هـ