ولايُوجَد تعريف محدد للإنسان الآلي، ولكن هناك اتفاقا عاما على أنه آلة مبرمجة على شكل مخلوق ذكي تستطيع أن تقلد حركته... وعادة ما يكون هذا المخلوق هو الإنسان... ولكي يُطلَق على الآلة «إنسان آليّ» فلا بد أن تفعل شيئين:
- الحصول على معلومات من البيئة المحيطة.
- القيام بعمل عضوي مثل التحرك ومناولة الأشياء من حوله.
وتنتج حركة الروبوت عن طريق موتورات كهربائية تعمل بالتأثير الكهرومغناطيسي، ويستطيع الروبوت أن يرى الأشياء على هيئة ألوان، ويفتقد الرؤية المجسمة أو الثلاثية الأبعاد.
وقد اعتبر الإنسان الآليّ مثاليَّا للأعمال التي تحتاج إلى الدقة والتكرار، دخل الصناعة من أوسع أبوابها وعمل 90 في المئة من روبوت العالم في المصانع كمصانع السيارات والأدوية، والنسيج، والطعام، وغيرها... ونافس الإنسان في قدرته على الإنتاج، فقد يشعر العامل الإنسان بالتعب والملل، ويحتاج إلى الطعام والراحة، ولكن العامل الآلي لا يحتاج شيئا من هذا.
ولا شك أن هناك أهمية حقيقية للروبوت في بعض المجالات الخطيرة للإنسان، فهو يستطيع أن يحقق ويحلل القنابل كالروبوت» آندروز»، ويستطيع أن يزحف فوق حافة البراكين كما رأينا الروبوت «دانتي» في العام 1994 والمزود بكاميرتي فيديو على هيئة عينين يزحف فوق حافة بركان ألاسكا.
ومن أروع ما أنجزته تكنولوجيا الإنسان الآلي هو دخوله في عالم الطب والتمريض... فهو يقوم بجراحات المخ والعظام بدقة متناهية تبلغ أقل من المليمتر، واستطاع «روبودوك» مساعد الطبيب الماهر زرع أنسجة حية في عظام الفخذ.. فقط يقوم الجراح الإنسان بمسك ذراع الروبوت وتحريكه بالحركات المراد إتمامها، ومن ثمَّ يقوم الروبوت بنفس هذه الحركات بدقة أعلى من الطبيب ومن دون اهتزازات اليد الطبيعية... وقد تتم العملية عن بعد عن طريق الريموت.
وفي ألمانيا... يعكف علماء جامعة هانوفر على تطوير إنسان آلي يقوم بإجراء عمليات جراحية دقيقة في العمود الفقريّ... وفي حالة نجاحه فسوف يكون هذا فتحا جديدا في عالم الطب الذي طالما وجد خطورة في الاقتراب من هذه المناطق الخطيرة.
أما آخر صيحاته فهو ما قام به علماء سويديون بتصنيع روبوت يسبح داخل سوائل جسم الإنسان كالدم والبول ويلتقط البكتيريا أو الخلية المرادة، وينقلها إلى مراكز التحليل.
وفي اليابان... إذ يتزايد أعداد المسنين بصورة كبيرة... قام العلماء بإنتاج إنسان آليّ على شكل امرأة ذات ملامح بشرية جميلة، وجهها مصنوع من البلاستيك الرقيق، ومزودة بكاميرا فيديو في العين اليسرى.
سيُبرمَج هذا الإنسان بحيث تظهر على وجهه نفس تعبيرات وجه مَن يحدثه عن طريق رصد التغيرات المكانية لوجه المريض.. ومقارنتها بما يُعرَف من معلومات، ثم تخمين ردّ الفعل المناسب.
وفي العام 2004 شهدت قاعة الشرف بجامعة كارنيدجي ميلون تكريم خمس معجزات ميكانيكية كان لها دور في الوصول إلى أحدث صور الإنسان الآلي «الروبوت».
وزينت القاعة المليئة بالأجهزة بخمسة من الأسماء اللامعة للإنسان الآلي وهي «أسيمو» من إنتاج هوندا، و»شيكي» و»أستروبوي» و»سي 3 بي أو» و»روبي».
وقد تم انتقاء هؤلاء الأبطال الخمسة الآليون من قبل لجنة من محبي الإنسان الآلي، ضممت أسطورة الخيال العلمي آرثر سي كلارك.
وقال مؤسس قاعة الشرف للإنسان الآلي جيمس موريس: «بحثت الهيئة هذا العام ضم بعض المرشحين الجدد وكانت اختياراتها ممتازة. أنا سعيد لرؤية بعض الآليين القدامى مثل شيكي وروبي ينضمون إلى الرواد الجدد مثل أسيمو وسي 3 بي أو».
وبدلا من ان تقتصر استخدامات الروبوت على تسهيل حياة الإنسان، وجدنا الإنسان نفسه يوجه الربوتات التي يصنعها نحو ساحات الحروب والتدمير. فيتوقع في خلال العقد الحالي الانتهاء من تصنيع مدافع تعمل بأشعة مايكروويف وأخرى تعمل بأشعة الليزر تقوم بإطلاق أسلحتها تلك من على مركبات أرضية بدون قائد. هذا إضافة إلى تطوير الطائرات الاستطلاعية من دون قائد بحيث يصبح في إمكانها إطلاق الأسلحة «الذكية» التي يتم تحديد أهدافها عن طريق روبوت أرضي.
كما يتم حاليا تصنيع منصة أوتوماتيكية مثبت عليها مدفع رشاش وكاميرا يقوم جندي مختبئ على مسافة 1 كم بتوجيهها إلى هدفها وإطلاق رصاصها عن بعد.
وعلى رغم ذكاء الربوت المتطور إل أن سلوكه يبقى رهنا بتعليمات صانعه... والسؤال هو متى يتخلص الصانع من أنانيته؟
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 1640 - السبت 03 مارس 2007م الموافق 13 صفر 1428هـ