العدد 1640 - السبت 03 مارس 2007م الموافق 13 صفر 1428هـ

نساء من طرفين مختلفين يتحدثن بصراحة

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

« إن الشبكة الآسيوية الأميركية ضد العنف (ANAA) هي مؤسسة لحقوق الإنسان تعنى بقضايا العنف ضد المرأة في باكستان، تأسست (ANAA ) على يد مجموعة من الأطباء الباكستانيين والأميركيين رأوا أن الوقت قد حان لوقف العويل على اوضاع النساء قي باكستان التي ترثى لها وللتركيز على العمل من أجل التغيير.

ضربت هذه المبادرة على وتر الكثير من الباكستانيين في الشتات وغيرهم من الأميركيين في الولايات المتحدة الذين يحملون أفكارا متشابهة، إذ توافدوا للانضمام الى الصفوف».

جاكي تستعيد ذاكرتها

وإن كنت قد أمضيت ثلاثين سنة من عمري أعمل محامية نسائية وقاضية وأستاذة قانون، إلا أني شعرت بشيء من الرهبة من احتمالية دخولي في عالم السياسة في باكستان. وقد علمتني خبرتي انني كلما تعمقت أكثر وتعلمت المزيد عن السياسة في باكستان، كلما أدركت أن ما أعرفه هو القليل.

العمل السياسي المتضارب الثقافات يمكنه أن يشكل تجربة رأس على عقب. ومع اسم مثل سان جوان، يفترض الآخرون أنني مسيحية، مع أنني لست كذلك. وأنا شخصيا قد توصلت الى بعض الافتراضات عن عالمة باكستانية اسلامية كتب اسمها على القائمة بعناوين البريد الالكتروني، ولكن وعندما التقيت بها أخيرا، تبين لي أنها «فتاة طيبة» من أيوا ومتزوجة من رجل باكستاني. وأظن أنه علي أن أعترف كم كنت متوترة من لقاء سابيرا خلال زيارتي الى واشنطن.

تأخرت علي طويلا، وأخيرا، رحت أبحث عنها في الخارج لأجد امرأة جميلة ترتدي شالوار كاميس (وهو لباس باكستاني تقليدي) تتجول في وسط شارع ضيق. وكانت محبطة، ومنزعجة قليلا، ولم ترتسم على وجهها ابتسامة قط. ولكن، لم يكن هناك أي داعي للقلق. كانت جالسة في غرفة الجلوس بحنية وودية وفي الوقت ذاته بدت عليها ملامح جدية ومستعدة تماما للعمل. كان لديها الكثير لتخبرني وكنت اصغي الى كل كلمة باهتمام واضح، متأملة أن أجد زميلة للعمل معي في هذه المهمات الصعبة. وبسرعة فائقة، وجدنا أنفسنا انا وسابيرا نتحدث عن السياسة. أرادت أن تتعرف على الدافع وراء اهتمامي بهذه القضايا، وقد تقبلت ردودي. أما أنا فأردت أن أعرف المزيد عن عملها في باكستان.

بالنسبة إلى انعكاسات سابيرا:

بعد انتقالي من واشنطن الى اسلام أباد قبل عامين، جئت ومعي الكثير من الافتراضات عن الحياة في الولايات المتحدة، كما وأحضرت أيضا المخاوف والشكوك الكثيرة عن السياسة الاميركية عالميا، ولاسيما تلك التي تترك أثرا واضحا على المجتمعات ذات الغالبية المسلمة. وبعد مرور خمسة وعشرين عاما على انخراطي في الحركة النسوية في باكستان وعملي الطويل الأمد كناشطة من أجل الدفاع عن حقوق النساء وحقوق الانسان، أشعر بالحذر تجاه مواطني الولايات المتحدة «المتعاونين» والذين يرغبون في العمل معا لتحسين الوضع.

من هنا، قراري بالانضمام الى العمل مع جاكي في مبادرة الكونغريس التثقيفية لم يكن خال من المخاوف. ولكن سرعان ما تلاشت تلك الشكوك المتعلقة بالموقف الأمريكي المتلطف وذلك حين اكتشفت أن هناك روح مثيلة.

في كل مرة أسأل فيها أن ألقي محاضرة عن قضايا نسائية أمام جماهير متغيرة والذين معظمهم طلاب جامعات في أنحاء الولايات المتحدة، أتفاجأ عندما ألمس ذلك التعطش للعلم والجهل المهيمن وخصوصا في القضايا المتعلقة بالنساء المسلمات. اتخاذ الاحكام المسبقة لدى كلا الطرفين تعمق الانقسامات والانشقاقات وتشدد على الحاجة الماسة للحوار والتفاهم. يقول اعتقادنا السائد أن الاختلافات التي نتوقعها فيما يتعلق بالقومية والدين واللغة والثقافة غالبا ما تصبح في صميم تجربتنا المشتركة. وكان هذا صحيحا بالنسبة إلينا، وحقيقة أنه صعب للغاية هي جزء من التجربة. وطبعا نحن ندرك تماما أنه إذا بات الأمر صعب جدا، فعلى سبيل المثال إذا أصبح الأشخاص عدوانيين ومتنافسين أو مهددين يطعنون في الظهر، فستتبعثر الإرادة للتواصل في العمل وستفشل الجهود المشتركة.

في حالتنا، تشمل الأمور الأخرى التي تعمل على جسر اختلافاتنا على تجربتنا السياسية ومعرفتنا في العمليات النسوية والفلسفية وتعاليمنا وحقيقة أمر أن جاكي قد تنقلت في باكستان وغرقت في سياستها التقدمية، وإضافة الى حقيقة أن سابيرا قد درست في الولايات المتحدة منذ فترة وجيزة على رغم أنها عادت لتجد البلد في حال تختلف كليا عن الحال التي تركتها عليها في أيامات الدراسة.

نتطلع اليوم للمشاركة في الجهود المشتركة بالنيابة عن ANAA وعنا أيضا. وتحت الظروف الدولية الراهنة إذ ترتفع فيها معدلات القتال والتخاصم وتزداد الانشقاقات عمقا، لم تكن هناك يوما حاجة أمس من التي نحن عليها اليوم للمضي قدما وتخطي القيود الضيقة الأفق لدى المجتمعات. فعندما تنشأ المشكلات والخلافات التي من المؤكد أنها ستحدث، كلنا أمل أن العلاقات كالتي تربطنا ببعض ستساهم في دعم الجسور التي سعينا وراء بنائها.

باكستانية ومستشارة تنمية دولية تركز على المساواة بين الجنسين

مؤلفة رواية «ابنتي مصنوعة من النور»، والمقال ينشر بالتعاون مع «كومن غراوند»

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 1640 - السبت 03 مارس 2007م الموافق 13 صفر 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً