وضعية منتخبنا الأولمبي الذي دخل في غمار منافسات التصفيات الأولمبية ضمن المجموعة الأولى ولعب قبل أيام قليلة أولى مبارياته فيها أمام المنتخب الباكستاني والتي انتهت بفوز ساحق للأحمر قوامه ثمانية أهداف نظيفة هذه المباراة كشفت عن قدرة هذا المنتخب على تحقيق أمنيات الشارع الرياضي البحريني وأكدت المباراة أنه قادر على المضي بعيدا في التصفيات الأولمبية مع تقديرنا أن المنتخب الباكستاني لا يعد مقياسا لهذه التطلعات ولا النتيجة الكبيرة التي تحققت من هذه المباراة، إلا أن مباراة المنتخبين الشقيقين القطري والكويتي والمستوى الذي ظهرا به في المباراة تؤكد أن منتخبنا قادر على تجاوزهما ولكن بشرط توافر الإعداد المثالي لهذا المنتخب.

نعم يجب توفير برنامج إعدادي مكثف وطويل وواضح وقوي من أجل مقارعة وتجاوز منتخبات شقيقة استعدت بشكل أفضل منا حتى تكون جاهزة للاستحقاق الأولمبي.

الإعداد الضعيف والغامض والتجمع لمدة أسبوع واحد وضغط المشاركات على بعض اللاعبين معضلة كبيرة أمام المنتخب الأولمبي ومن شأنها أن تضع له حدا في التصفيات وتخرجه من المولد بلا حمص في الأمتار الأولى، ولا نعلم لماذا اكتفى الجهاز الفني للمنتخب بفترة إعداد لا تتجاوز الأسبوع وعدم خوض أية مباراة قبل الدخول الرسمي في التصفيات في حين أن اللاعبين بحاجة الى برنامج إعداد مكثف وأطول قبل الدخول في التصفيات.

المنتخب الأولمبي ننظر إليه على أنه يمثل امتدادا ونواة لمنتخبنا الوطني الأول الذي شارف غالبية لاعبيه على الانتهاء والتعاقد وهو يمثل مستقبل الكرة البحرينية التي لا تزال تراوح مكانها وتحلم في اليوم الذي تعانق فيه بتحقيق انجاز ما ينقلنا إلى العالمية سواء عن طريق الصعود إلى كأس العالم أو التأهل للألعاب الأولمبية والذي لايزال حلما مؤجلا لكرتنا التي لم يسبق لها لا أن وصلت الى الأولمبياد ولا العالمية.

ولأننا نملك في هذا المنتخب «الأولمبي» مجموعة متميزة من المواهب ولأننا لا نزال نمني النفس بتحقيق انجاز نصل فيه الى المحافل العالمية والأولمبية كنا نتمنى من الاتحاد البحريني لكرة القدم أن يكون أكثر حرصا وأكثر واقعية في التعامل مع التصفيات من خلال إعداد مثالي يوازي طموحاتنا المتمثلة بتحقيق أمنية غالية.

نأمل أن يعيد اتحاد الكرة النظر في برنامج إعداد المنتخب خلال المرحلة المقبلة عن طريق إعداد مثالي يوازي طموحاتنا ومن شأنه أن يبعث بالتفاؤل في هذا المنتخب المستقبلي.

إذا كان الاتحاد البحريني لكرة القدم قد راعى مصلحة الأندية وحاول تفادي الاصطدام بها من خلال عدم سحب اللاعبين وتفريغهم وعدم إقامة التجمعات المطولة... فأعتقد أن المصلحة العامة تفرض علينا الآن الاهتمام في هذه المرحلة بالمنتخب الأولمبي من خلال توفير كل الأجواء المطلوبة وغياب اللاعبين عن أنديتهم في الفترة المقبلة لن يترك ذلك الأثر السلبي الذي يجعلنا نؤجل الإعداد حتى قبل موعد المباراة الأولى والرسمية بأسبوع ويجب أن يدرك الجميع جيدا أن كل المسابقات التي يقيمها اتحاد الكرة هدفها بالدرجة الأولى هي المنتخبات الوطنية وإعداد واختيار أفضل اللاعبين للمنتخب وتأتي الدروع والكؤوس في كل البطولات كحافز للأندية علي المنافسة ولكنها في النهاية تصب في مصلحة المنتخب الوطني.