العنوان أعلاه لم آتِ به من تلقاء نفسي ولم يطلقه مسلم متطرف بل جاء نتاجا لمناقشة علنية في مركز الرئيس جيمي كارتر في أتلانتا شاركت فيها وزيرة الخارجية السابقة مادلين أولبرايت التي قالت إن التاريخ سيسجل أن حرب العراق هي أسوأ كارثة في السياسة الخارجية الأميركية. وأكدت أولبرايت أن واشنطن فقدت عنصر الخير في القوة الأميركية وفقدت قوة السلطة الأخلاقية التي تمتعت بها سابقا. واستطردت أولبرايت بأن مهمة الرئيس المقبل هي استعادة الجانب الخير في القوة الأميركية إذ إن الإدارة الحالية تظن خطأ أنها قادرة على إحلال السلام من خلال خطوات أحادية الجانب.
وحتى كارتر أقر بأن الحرب في العراق وسياسة الحرب الوقائية التي اتبعتها إدارة بوش أشاعت في شتى أنحاء العالم مشاعر عدائية ومخاوف من أميركا. وأوضح «لقد شهد العالم غزونا غير المبرر للعراق والقصف. لا نعرف كم عشرات الآلاف من العراقيين الأبرياء قتلوا». وأبان «الآن مع انسحاب غالبية حلفائنا وزيادة قواتنا اعتقد أن كل هذا يحدث قدرا كبيرا من الخوف من أن الولايات المتحدة تلجأ أولا إلى القوة العسكرية وتضع التفاوض في المرتبة الثانية».
هذه الشهادات تصلح لمحاكمة مجرمي الحرب. بيد أن الإدانات التي أطلقتها أولبرايت ينبغي ألا تستثني نفسها منها إذ إنها كانت ضمن البطانة الشريرة لإدارة كلنتون التي شجعته على قصف مصنع الشفاء للأدوية حارمة مرضى إفريقيا من خدماته، وهي مسئولة أيضا عن تجويع أطفال العراق في التسعينات قبل أن يسدد لهم بوش ضربته القاضية.
إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"العدد 1634 - الأحد 25 فبراير 2007م الموافق 07 صفر 1428هـ