نبيل طه... مثله مثل الكفاءات الوطنية الرياضية، عزيز أمين وحسن الصباح ومحمود فخرو... أشبههم - دائما - بالاشجار القوية المثمرة، اليافعة، القادرة على العطاء في أحلك الظروف... فأصبح طه من بين أفضل 5 محاضرين دوليين في كرة اليد على مستوى العالم، وتمكن أمين من الصعود بمنتخب الناشئين إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم في المكسيك العام 89 وفي مصر العام 97، وأصبح الصباح من أبرز القيادات الرياضية على مستوى آسيا، وتمكن فخرو من تنفيذ برنامج راقٍ في التحليل الكروي بواسطة الحاسوب الآلي «دارت فش» إلا أن مشكلة هذه الكوادر الممتازة كبرياؤهم وعزة أنفسهم... فهم يرفضون «الغلط» ولا يسمحون للناس «المتطفلين» على الرياضة وغير القادرين على فهم وهضم معنى الرياضة الحقة والاخلاص والتفاني في العمل أن يتحكموا في مصائرهم وأهوائهم...!
بالأمس البعيد حينما التقيت في إحدى الدورات الكروية المعلق الرياضي المعروف يوسف سيف بعد أن انتقل للتعليق في قناة أوربت مفضلا العمل في قناة «قطر الرياضية» حديثة العهد آنذاك فسألته عن أسباب مغامرته بالعمل في الخارج؟... فأجابني «أنا لم أغامر... فحقي كرئيس قسم محفوظ في قطر، وسنوات خدمتي ستتواصل على اعتبار انني خير ممثل لقطر في هذه القناة الإعلامية».
هذا المثال يعكس حال واقعنا الرياضي المتردي... فالمدير الفني في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم حسن الصباح، والذي أصبح من أبرز القيادات في الاتحاد القاري... هل تم حفظ حقه في البحرين، واعتباره خير ممثل في أكبر الاتحادات القارية، أم ان «الجحود» هو نصيب كل من يبدع ويخلص؟ ومثله مثل الكفاءة الوطنية محمود فخرو الذي فضل عليه اتحاد كرة القدم خبرات أجنبية تعد خبراتها (ميح) إذا ما قورنت بخبرات وكفاءة فخرو... ومثله أيضا المدرب القدير عبدالعزيز أمين الذي يستحق أن يدرب أحد المنتخبات الوطنية بكفاءة واقتدار، إلا أننا نقول - وهذا ما يحز في النفس - «لا كرامة لكفاءة رياضية في وطنه»!
أعود إلى الحديث عن المدرب الخلوق نبيل طه الذي عرفته لاعبا ناشئا، ونجما مميزا، ومدربا مقتدرا، وكفاءة رياضية قديرة، وما أصابه من ضرر متقصد من أقرب الناس إليه، في قضية دخيلة على مجتمعنا الرياضي، هدفها تحقيق المزيد من المبيعات لصحيفة ما، هذه القضية لماذا حاول اتحاد كرة اليد تجاهلها، وفضل أن يكون «كالنعامة» تهربا من التصدي للمشكلة التي شكل لجنة لدراستها... فهل السبب (الضعف) أم أن هناك سببا آخر غير معلن على طريقة «مرغم أخوك لا بطل»!
والحديث عن قضية طه قد تطول وتأخذ أبعادا أكبر، تعكس واقعنا الرياضي المريض الذي يعمل على سقوط الأشجار الواقفة والمثمرة واليافعة...!
إلا أنني اشكره - اليوم - على الثقة التي أولاها لـ «الوسط الرياضي» لإجراء هذا الحديث... مشيرا في الوقت ذاته إلى عدم رغبته في التعرض لأشخاص كانوا - بالنسبة إليه - أعز الأصدقاء، إلا أنه فقدهم في حال طيش، مفضلا أن يقول القضاء كلمته الأخيرة.
إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"العدد 1633 - السبت 24 فبراير 2007م الموافق 06 صفر 1428هـ