تحتفل الكويت في 25 و26 من فبراير/ شباط سنويا بالعيد الوطني المجيد وعيد التحرير، هاتين المناسبتين اللتين تجتمعان معا وتشكلان علامة فارقة في تاريخ الكويت وستترسخان على الدوام في وجدان الكويتيين باعتبارهما المدخل الذي انطلقت منه الكويت إلى الآفاق الأرحب من التحضر والمستقبل الأكثر إشراقا وارتقت إلى مصاف الدول العصرية، بفضل السياسة الحكيمة التي تواصل قيادتنا انتهاجها وحققت من خلالها إنجازات كبيرة، وتواصل السعي لتحقيق إنجازات أكبر.
لقد استطاعت الكويت وبفضل الرؤية الحكيمة والثاقبة لسمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أن تواصل السير بخطى ثابتة كامتداد وتواصل لنهج المغفور له بإذن الله «جابر الخير» سمو الشيخ جابر الأحمد الصباح (رحمه الله واسكنه فسيح جناته)، الذي كان وسيظل نعم القائد لشعبه ووطنه... وفي هذا العام وكعادتها دائما تجدد الكويت وهي تحتفل بعيدها الوطني وذكرى التحرير، تمسكها بالتلاحم والترابط بين القيادة والشعب، وحرص الجميع على تحقيق المزيد من التنمية والرقي بقيادة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وسمو ولي عهده الأمين الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح.
وتقتضي ذكرى الاستقلال السادسة والأربعين وذكرى التحرير السادسة عشر أن نرتقي جميعا الى مستوى المسئولية تجاه وطننا وشعبنا، خصوصا في ظل الظروف الحالية التي تمر بها منطقة الخليج، ولن يتحقق هذا إلا بالمزيد من التلاحم والتكاتف والحرص على المنجزات والمكتسبات التي يلمسها وينعم بها كل مواطن ومقيم، يعيش على تراب هذا الوطن الغالي.
ولنجعل من ذكرى العيد الوطني وتحرير الوطن وقفة للتأمل نستعرض فيها معالم التطور ومحطات الإنجاز الذي تحقق في مختلف المجالات، وفي مقدمة هذه الإنجازات بناء الإنسان الكويتي والاستثمار في العنصر البشري المتسلح بالعلم، فهذا هو نهج سمو الأمير صباح الأحمد لتحقيق مستقبل أكثر إشراقا للكويت، إنه النهج الذي يرتكز على التخطيط العلمي والثروة البشرية، تحقيقا لحلم الانتقال بالكويت من موقع الدولة الرعوية إلى الدولة المنتجة التي ترتكز على قواعد إنتاجية وتسعى لتنويع مصادر الدخل حتى لا تعتمد على النفط وحده كمصدر لهذا الدخل.
لقد انتهجت الكويت منذ استقلالها حتى اليوم خططا تنموية طموحة أثمرت تلك الحياة المستقرة التي ينعم بها الجميع في هذا الوطن وتجسدها هذه الإنجازات الضخمة والدولة الحديثة التي تحظى بالتقدير شرقا وغربا... فقد ارتبط اسم الكويت دوما برصانة القرارات وعقلانية السياسات وتوازن العلاقات والبعد عن المهاترات، فاستحقت احترام الجميع وحظيت بمكانة إقليمية ودولية تؤكد سلامة النهج وصواب الاختيار.
وإذا انتقلنا للحديث عن النموذج الحي للعلاقات الأخوية ونعني به علاقات البحرين والكويت فإننا لا نتجاوز الواقع بالقول إن الرؤية المشتركة لسمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر وعاهل البحرين جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، تدفع بالعلاقات التاريخية والراسخة بين البلدين نحو المزيد من التقدم والازدهار، وهي علاقات تعود بالخير والنفع على شعبي البلدين وتتفق مع توجه القائدين لتوسيع مجالات التعاون بين البلدين من جهة ومع مختلف الدول الشقيقة والصديقة من جهة أخرى.
ويكفي أن نقول إن علاقات الكويت والبحرين لم تكن في يوم من الأيام رهنا بفترة زمنية بعينها ولكنها امتداد لحقب زمنية تعود لمئات السنين، أرسى قواعد علاقات البلدين خلالها الزعماء والشيوخ الذين كانت تجمعهم وتربط بينهم وحدة الأصل والدم والنسب والمصاهرة والمصير المشترك، ومن هنا فإن الآفاق ستظل رحبة للبناء المتنامي والمستمر على ما تركه لنا الأجداد والآباء من إرث إنساني لا ينضب معينه على مر الزمان، كما أن قوة العلاقات التارخية التي تربط البحرين بالكويت وصلت إلى مرحلة أضحت كل المفردات السياسية عاجزة عن وصفها، كما أنها أضحت نموذجا يحتذى به في العلاقات بين الدول.
إقرأ أيضا لـ "الشيخ عزام مبارك الصباح"العدد 1631 - الخميس 22 فبراير 2007م الموافق 04 صفر 1428هـ