العدد 1626 - السبت 17 فبراير 2007م الموافق 29 محرم 1428هـ

تطوير الرياضة لا يحتاج إلى معجزة!

عباس العالي Abbas.Al-Aali [at] alwasatnews.com

رياضة

تطوير الرياضة البحرينية ليس بحاجة إلى فلسفة سقراط ولا دهاء أرسطو ولا عبقرية أفلاطون؛ أي بمعنى آخر إننا في غنى عن وجود «معجزة» ولكننا بحاجة إلى «قناعة» من قبل الحكومة بأهمية الرياضة، كقطاع مهم وحيوي مثله مثل بقية القطاعات الحكومية كالكهرباء والماء والاعلام. وحينما اقول «الحكومة» فأنا لا أعني المؤسسة العامة للشباب والرياضة لأن المؤسسة جهة حكومية تقوم بتنفيذ الخطط وتضع الكثير من التصورات لتطوير الالعاب الرياضية ولكنها ليست صاحبة «قرار» في توفير الموازنة الكاملة لبناء المنشآت الرياضية وغيرها. وحتى أكون صادقا امام الجميع أقول إن المؤسسة العامة للشباب والرياضة حينما تولى الشيخ فواز بن محمد رئاستها وضع استراتيجية لتطوير الرياضة خلال 5 سنوات بدءا من العام 2000. وقد أوضحت هذه الاستراتيجية - ولأول مرة في تاريخ المؤسسة العامة - الخطط الكفيلة بالنهوض بالرياضة بدءا من دمج الاندية وبناء الاندية النموذجية وصولا إلى الاحتراف في عالم الرياضة. وكان من ابرز الخطط التي صاغتها الاستراتيجية بناء الاندية النموذجية، الحلم الذي يراود كل رياضي منذ عشرات السنين. وقد لقيت افكار المؤسسة تجاوبا من المسئولين في الاندية، فضحّوا بأنديتهم الصغيرة من أجل احلام كبيرة فتقلص عدد الاندية من 59 ناديا إلى 33 ما يعد انجازا لخطط المؤسسة، إلا أن تأخير بناء الاندية النموذجية سبب فشلا ذريعا لعملية الدمج (فتفركش) بعضها، ومازال الفريق الآخر ينتظر الفرج...!

وأدى هذا الفشل الذريع إلى تخلي المؤسسة العامة عن استراتيجيته بعد أن فقد الجميع مصداقيته...!

وهذا الامر يدفعني إلى القول إن المؤسسة في العام 2000 قدمت للحكومة تصورا لبناء 6 أندية نموذجية في مختلف مناطق البحرين، كانت الكلفة المالية لبناء تلك الاندية النموذجية 12 مليون دينار بواقع مليونين لكل ناد، إلا ان رفض الحكومة تقديم هذه المنحة المالية عطل تنفيذ المشروع وضاعت احلام الرياضيين. وأصبح من المستحيلات بعد مرور 7 سنوات بناء 6 أندية نموذجية بتلك التصورات التي وضعت في العام 2000، إذ تضاعفت أسعار البناء مرات ومرات!

لذلك أؤكد أن تطوير الرياضة ليس بحاجة إلى (فانوس) علاء الدين، ولا خبرات اجنبية، انما بحاجة إلى قناعة من قبل الحكومة مثلما كانت قناعتها بأهمية بناء حلبة دولية للسيارات قادرة على تنظيم أفضل وأهم وأبرز السباقات العالمية هو سباق الفورمولا 1، لذلك وفرت موازنة قدرها 90 مليون دينار ساهمت في تشييد الحلبة في زمن قياسي عجيب!

ومن هذا المنطلق، أؤكد مرة أخرى على أن تطوير الرياضة البحرينية بحاجة إلى قناعة من قبل الحكومة بأهميتها، وأن تبدأ في ضخ الاموال الكثيرة - ولو نصف المبلغ الذي حظيت به الحلبة - وذلك لبناء منشآت رياضية ذات مستوى عالمي راق شبيه بالمنشآت الرياضية المقامة في دول مجلس التعاون الشقيقة، وأقول بصراحة ان مشروع الصالتين الجديدتين اللتين اقيمتا في أم الحصم والمخصصتين للعبتي السلة واليد يجعلك تشعر بالاحباط ويجعلنا نشعر أن المسئولين يفكرون (بالمقلوب) لأن صالة الجفير التي شيدت العام 1980 هي أكبر وأفضل من صالات 2007...!

فحكومة قطر والامارات حينما آمنتا بأهمية الرياضة صنعتا المعجزات؛ قطر في آسياد الدوحة والإمارات فازت بلقب خليجي (18) لاول مرة في تاريخها، وبقي الدور القادم على سلطنة عمان، اما نحن فمازلنا مكانك راوح إن لم نتأخر لاننا مازلنا نمارس العابنا الرياضية في منشآت عمرها الافتراضي انتهى منذ سنوات!

لذلك أقول للحكومة (الموقرة) أو إلى المجلس الاعلى للشباب والرياضة إننا - في البحرين - لسنا بحاجة إلى خبراء، أو تشكيل لجان من اجل تطوير الرياضة... فهذه الامور فيها المزيد من الاضاعة للوقت والجهد والمال... وأؤكد أن الانسان الرياضي البحريني يملك الكفاءة العالية والقدرة التي تجعله من أفضل الاداريين والمدربين، بالاضافة إلى وجود المواهب التي تزخر بها ملاعبنا، ولكننا بحاجة إلى «قناعة» من قبل الحكومة بأهمية الرياضة في حياة الشعوب... وأهمية تطويرها لانها ممكن ان تكون أحد أهم مصادر الدخل القوي حينما توجد منشآت رياضية راقية. وحينما توجد رياضة متطورة، ممكن ان توجد سياحة رياضية يحرص على الحضور إلى ساحاتها كل الاشقاء من دول التعاون ودول العالم.

إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"

العدد 1626 - السبت 17 فبراير 2007م الموافق 29 محرم 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً