أمرٌ حسن أن يلتفت وزير الداخلية في خطابه الأخير إلى حجم خطر اللهب الطائفي الذي يهدد البلاد، بقوله «إن المنطقة تمر بظروف طائفية دقيقة وفي غاية من الخطورة تتطلب منا في هذا الوطن توخي الحذر»، وأن يحذر من «تطرف» خطاب بعض القنوات، وخصوصا أنه استقوى بـ«الحكمة والتعقل» لاجتياز هذا التحدي الكبير، ولكن الخطاب كان سيكون أجمل وأكمل لو أن الوزير حدد جميع مكامن الخطر ولم يحصرها في الشارع والمنابر.
منطق العقل يحتم علينا إن كنا جادين في استئصال بذور الفتنة أن نستأصل كل بذرة من دون استثناء، وإلا فبذرة واحدة (نتغافلها) كفيلة بحرق وطن بأكمله. وكل من يتابع الساحة المحلية اليوم عن قرب وبعين إنصاف يدرك أن خطاب الإصلاح يصطدم بجدار (صحافي) متين تدعمه أيد خفية، يؤجج النفوس بنعراته الطائفية وتطرفه الممنهج، في ظل سخط كبير من الشارع (المرفوضة حصانته) وتجاهل واضح من قبل السلطات العليا.
حبذا لو تساءل الوزير: لمصلحة من يعمل هذا النوع من الطرح الصحافي المكهرِب في هذا الظرف الساخن؟ ومن المستفيد اليوم من الاستثارات والاستعداءات الواضحة التي تنسجها بعض الأقلام لتأليب جماعة على أخرى؟. فكما أن حصانة الشارع والمنابر مرفوضة، فإن حصانة بعض الصحافة وبعض الأقلام التي تهدد أمن وطن بأكمله مرفوضة أيضا، وهذا ما لا ينبغي تجاهله من قبل المعنيين. ولن تفلح جهود لوأد الفتنة مادامت تستهدف قنوات وتستثني أخرى.
إقرأ أيضا لـ "عبدالله الميرزا"العدد 1623 - الأربعاء 14 فبراير 2007م الموافق 26 محرم 1428هـ