التحرك الجديد لبعض الجهات بمعية صاحب التقرير المثير للرأي في واشنطن بث حتى الآن فيما أفرزته صحافتنا المحلية اتجاهين اثنين. يتجه الأول نحو التبشير - المبالغ فيه - ومفاده أن واشنطن ستكون منساقة لتصديق بعض الجهات ذات الخطاب الحاد، وأن هؤلاء سيقنعون الأميركيين بعدالة الملفات/ التي ينوون طرحها (التقرير المثير للجدل - التجنيس - التمييز).
المنساقون خلف هذا الاتجاه سواء في السلطة أو المعارضة تبدو هذه الزيارة لواشنطن لهم مهمة ومؤثرة. وأن ثمة تداعيات مباشرة ستحدث. الزميلة سوسن الشاعر حذرت وحملت الطرف الآخر (الحكومة) مسئولية أي تبعات قد تحدث جراء تفرد هذا الجزء من المعارضة بالحديث في واشنطن، أما السيد زهرة فقد أفرد لـ»زمرة الشر في معهد أمريكان إنتربرايز» بحسب تعبيره - مساحة كافية من الهجوم الاستباقي، فهاجم المضيف لهم من باب أولى.
وبعيدا عن التفخيم والتخويف والترهيب والمبالغة في التوقع - وهو الاتجاه الثاني لتفسير ما حدث - الذي طال معظم التحليلات فإن الحكومة الأميركية المشغولة بالعراق وإيران أولا، وبترميم حلقاتها المقطعة عقب انتخابات الكونغرس وحكام الولايات الأخيرة ثانيا ليس من المتوقع أن تكون لها «ردة فعل» تجاه أيٍ من الملفات التي حملها الوفد لواشنطن.
من جانب آخر، إذا كان طرد إحدى مؤسسات واشنطن من البحرين مضافا له سوابق التعرض لموظفي سفارتها في المنامة حسب التقرير المثير للجدل لم يحرك ساكنا لديها، فأي دور أو تأثير ذلك الذي يحذر منه البعض والذي قد تبادر واشنطن للقيام به في المنامة.
السابقة الأهم في زيارة البعض لواشنطن اقتناع لدى فئات معينة بضرورة تحويل فعالياتها وخطابها السياسي صوب واشنطن باعتبارها القوة الإقليمية المركزية في المنطقة. وعليه فانه من المتوقع أن تزداد المبالغات بالنسبة لزيارة عدد من الناشطين إلى واشنطن إلا أن ضغطا من واشنطن لن يكون قريبا جدا، و لن يكون هناك أي تأثير يذكر على مجريات الأمور. فالأميركيون لا تنقصهم المعلومات ولا معرفة ما يجري هنا أو هناك، إلا أن محركهم الوحيد - مصلحة واشنطن أولا - وما يجري في البحرين ليس ما يستدعي صرف وقت عليه من قبل الساسة الأميركان المعنيين بشأن المنطقة وما علينا سوى نبتعد عن التهويلات من ناحية الأفعال والأقوال من هذا الجانب، وردود الفعل من الجانب الآخر.
إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"العدد 1622 - الثلثاء 13 فبراير 2007م الموافق 25 محرم 1428هـ