تحدثنا في مقال سابق عن مسألة احتضار تعيشه «القضية الفلسطينية»، وألمحنا إلى أن جذوة هذه القضية بدأت تتضاءل في نفوس العرب والمسلمين، وأخذت تتراجع في تصدرها قائمة الاهتمامات في الشارع، وهذا ليس بمبالغة أو تهويل، إنما هو واقع أوجده من خلال الاقتتال الداخلي بين الفلسطينيين أنفسهم الذي سبب الكثير من الخسارة للقضية الأم وتطوع البعض في خلق أعداء وهميين، يضاف إلى ذلك التصرفات التي بدرت من بعض الإخوة الفلسطينيين اتجاه الوضع العراقي الذي زاد من تعقيد الأمور، وأدى إلى تعميق الاحتقان الطائفي والمذهبي على مستوى الأمة العربية والإسلامية.
واليوم يتضح جليا مصداق القول السابق من خلال ردات الفعل العربية والإسلامية الصادرة اتجاه ما أقدم عليه الاحتلال الإسرائيلي من اعتداء على مسرى الرسول الأكرم (ص)، المسجد الأقصى، عبر تجريف التل الصغير الواقع عند باب المغاربة أحد أبواب البلدة القديمة والمؤدية إلى الحرم والى حائط البراق، ما يهدد أساسات الحرم القدسي.
وهذا ما جعل «إسرائيل» تبرر عملها بكل برودة بأن الأشغال تهدف إلى تدعيم جسر خشبي تضرر خلال عاصفة ثلجية منذ سنتين، لكن خبير آثار إسرائيلي يدعى يوفال باروخ قال عبر الإذاعة الإسرائيلية إن ما يجرى هو تنقيب عن آثار.
وردات الفعل التي لم تكن في المستوى المعهود وخصوصا من الشارع العربي والإسلامي التي توحي بأنه حان الوقت لقراءة الفاتحة على أنفسنا وعلى قضايانا المصيرية.
إقرأ أيضا لـ "احمد شبيب"العدد 1615 - الثلثاء 06 فبراير 2007م الموافق 18 محرم 1428هـ