لعل من المناسب تقدير تلك الجهود التي تبذلها الحملة الوطنية للوقاية من أمراض الثدي، والتي تقوم حاليا بإرسال دعوات شخصية للسيدات في منازلهن إلى الحضور إلى المراكز الصحية والخضوع لفحص مبكر للثدي تفعيلا لمبدأ «الوقاية خير من العلاج».
وفرت المراكز الصحية مواقع متخصصة للفحص، وجدولا خاصا بالمواعيد لاستقبال السيدات والكشف عليهن عبر أجهزة متطورة، ضمن حملة وطنية واسعة للتعرف على مدى انتشار هذا المرض، ومحاولة الوقاية منه، ولا غرابة في الأمر، إن علمنا أن مرض سرطان الثدي هو أحد أخطر الأمراض التي تتعرض لها النساء، كما أنه أحد أبرز مسببات الوفاة لهن حول العالم، وليست البحرين بمعزل عن كل ذلك، إذ تشير الإحصاءات الصحية للوزارة في العام الماضي إلى أن نحو 104 حالات استقبلتها المراكز في العام 2005 لفحص الثدي أثبتت وجود «نتائج غير طبيعية» بعد الفحص.
الكرة الآن في ملعب السيدات، اللاتي لم يبق عليهن إلا الاستجابة لهذه الدعوات وتلبيتها إعمالا للوقاية من هذا الورم الخطير، الذي عانت منه الكثير من النساء حول العالم، حتى سمي بـ «قاتل النساء». والاستجابة ليست سهلة دائما، إذ تحتاج إلى خلق وعي جديد، وهي الخطوة التي تحتاج عادة إلى وقت طويل، غير أن وجود حملة وطنية منظمة بهذا المستوى كفيل بتحريك هذا الوعي الجامد، ونتمنى أن تقام حملات أخرى للوقاية من أمراض يمكن تفاديها بالفحص المبكر.
إقرأ أيضا لـ "ندى الوادي"العدد 1615 - الثلثاء 06 فبراير 2007م الموافق 18 محرم 1428هـ