العدد 1614 - الإثنين 05 فبراير 2007م الموافق 17 محرم 1428هـ

المعالجة بدل السكوت

محمد عباس mohd.abbas [at] alwasatnews.com

رياضة

تستفيد الدول المتقدمة رياضيا من إخفاقاتها على مختلف المستويات من خلال العمل على معالجة الأخطاء الني أدت إلى هذه الإخفاقات ومحاسبة المسئولين عنها الذين يمتلكون الشجاعة عادة لتقديم استقالتهم.

وسائل الإعلام والبرلمانات ومختلف جهات الرقابة في الدول المتقدمة عالميا تجهد في تحليل أسباب الإخفاق وتحميل المسئولية لمن قصر وتسبب في مثل هذا الإخفاق من دون اللجوء إلى أسلوب التعتيم أو التجاهل.

أصحاب الخبرات كل في مجاله يدلون بدلوهم لمعالجة الوضع القائم والعمل بسرعة من أجل النهوض مجددا بالطرق العلمية الحديثة بعيدا عن المحسوبيات وأسلوب العمل على البركة.

هناك قد يكون الإخفاق مفيدا لأنه يكون طريقا لاكتشاف المقصرين ولمعرفة الأخطاء المرتكبة في العمل وبالتالي إيجاد السبل الكفيلة بالتغلب عليها ومعالجتها.

لا مجال لإخفاء الأخطاء أو التغطية على المقصرين فالعمل احترافي ويتطلب كل الدقة الممكنة لذلك تجهد وسائل الإعلام في تقصي أسباب الإخفاق ونشر كل الحقائق بشكل يؤدي إلى تكوين رأي عام ضاغط من أجل التغيير.

أما في الدول النامية فإنها تعمل دائما على معالجة الأخطاء المرتكبة بأسلوب التعتيم الإعلامي والتجاهل وكأن شيئا لم يحدث.

الجميع يعود من مشاركاته الخارجية من الباب الخلفي وبأقل ضجة ممكنة بل بأقل ظهور إعلامي على العكس من ذلك في حال تحقيق أقل الانجازات، إذ تقوم الدنيا ولا تقعد في هذه الحال.

في الدول النامية تعتبر وسائل الإعلام «بناءة» وبالتالي عليها المساهمة في البناء من خلال التعتيم ومنع الجمهور من معرفة الحقائق لأن نشر كل شيء سيؤدي إلى اضطراب يخرج الوضع عن سياقه المطلوب.

هنا المقصرون يشكرون على تقصيرهم بدل أن يحاسبوا لأن العمل قائم على البركة ومن دون استراتيجيات علمية أو منظور احترافي وبالتالي لا مجال لمحاسبة المقصرين.

لا يوجد شيء كامل في الحياة ولذلك فالنقص أمر طبيعي لكن ما هو غير طبيعي التقصير والإهمال.

لقد كان بالإمكان أفضل مما كان في مشاركتنا الأخيرة في خليجي 18 والألعاب المصاحبة لها إلا أن الإخفاق طال الجميع باستثناء منتخب الطائرة الذي تمكن من تحقيق البطولة متفوقا على المنتخب العماني بفارق نقاط الأشواط.

ما حدث في خليجي 18 كان إخفاقا على جميع المستويات وهذا الإخفاق كان ناتجا عن التقصير والإهمال، وهذان العاملان يؤكدان وجود مقصرين ومهملين في مهمتهم سواء من الإداريين أو المدربين أو اللاعبين ولا بد من محاسبتهم على تقصيرهم وإهمالهم.

ترك الأمور هكذا مثل كل مرة والتستر على المقصرين والمهملين سيقودنا مجددا إلى الإخفاق، إذ لا يمكن تحقيق الإنجاز من دون معالجة أسباب الإخفاق وإلا سنظل ندور في حلقة مفرغة كل مخرجاتها تؤدي إلى إخفاق جديد!

إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"

العدد 1614 - الإثنين 05 فبراير 2007م الموافق 17 محرم 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً