ربما لا نخطئ في التعبير حينما نصف حال «القضية الفلسطينية» - التي عشعشت في قلوبنا وجرت في دمائنا وعايشناها منذ طفولتنا - بأنها ترقد في «غرفة الإنعاش» وتستعد لالتقاط أنفاسها الأخيرة، فهي لم تستطع أن تتحمل أن يسيل الدم بين أبنائها الذين قاوموا وناضلوا من أجلها طوال أكثر من نصف قرن.
هي صمدت طوال تلك السنين أمام العدوان الإسرائيلي وأمام آلته العسكرية وسجونه الرهيبة، لكنها لم تعد قادرة على الصمود أكثر من سنتين بتقاتل أبنائها وجفاء أحبتها.
فالأبناء بالأمس تجدد بينهم القتال والاشتباك وراح ضحية ذلك 6 قتلى وأكثر من 90 جريحا بعد ثلاثة أيام من هدنة جاءت متأخرة حصدت 35 قتيلا وأكثر من 80 جريحا، إضافة إلى «مهزلة» الاختطاف المتبادل بين الجانبين. كأن لم يكن هناك عدو مشترك، وكأن الأرض حررت بكاملها وعاد المبعدون إليها ونال الأسرى حريتهم، وحان وقت الاستحقاق وتقاسم الغنائم.
أما الأحبة من بني جلدتها والمتغنين بها تركوها وحيدة وانشغلوا في صنع أعداء وهميين يقاتلونهم ويبذلون الغالي والنفيس لمحاربتهم، فانطلت بذلك عليهم حيل «الأميركان» و»الموساد»، فمن وهم «الصفوية» إلى وهم «انتشار التشيع»، وما أن تهدأ تلك «الجعجعة» وتخمد «الفتنة» بمساعي الصادقين لفترة وتسترجع فيها الأنفاس، حتى يتبرع أحد «المهرجين» بخلق عدو جديد ليدق إسفين الفتن بين أبناء الأمة الواحدة. فمتى يا ترى يصحو «العقل» ويتحرك فينا «الضمير» ببعديه العربي والإسلامي؟
إقرأ أيضا لـ "احمد شبيب"العدد 1610 - الخميس 01 فبراير 2007م الموافق 13 محرم 1428هـ