قالت إيران أمس الأول: إنها بحاجة إلى الوقت لدراسة اقتراح المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي، بتعليق الأنشطة النووية في مقابل تعليق العقوبات التي فرضها مجلس الأمن عليها في الوقت نفسه. وعبّرت روسيا من جهتها عن دعمها اقتراح البرادعي، على لسان الأمين العام لمجلس الأمن الروسي إيغور إيفانوف، والذي قال في طهران: إنه يمكن أن يؤخذ في الاعتبار اقتراح البرادعي بالتوقف لفترة معينة. من هذا المدخل وجدت روسيا لنفسها متنفسا تلجأ إليه هربا من دوامة المطرقة والسندان.
فالمطرقة تكمن في المخاوف من خسارة أحد أهم الحلفاء في منطقة الخليج، وذلك رغبة منها في الحفاظ على مصالحها الاستراتيجية أولا، ومصالحها الاقتصادية ثانيا ،وفي مقدمتها العقود المشتركة للتعاون النووي مع الجمهورية الإسلامية. وأما السندان فهو رغبتها في الحفاظ على مكانتها كقوة عظمى في العالم لها سلطتها وحقها في نقض كل القرارات (حق الفيتو)، من دون أن تهمش في اتخاذ أي إجراء بحق أي دولة كما حصل في العراق. لكن سعي الولايات المتحدة لحشد القوات في المنطقة من دون وجود سبب واضح وكذلك سعيها لنصب دروع صاروخية وقواعد رادار في شرقي أوروبا زاد من الضغوط والمخاوف الروسية من أن هذه الخطوه التي تهدف إلى زعزعة سلطتها.
ولحسن حظ موسكو فإن اقتراح البرادعي انتشلها من الدوامات التي كانت غارقة فيها، ولكن الأمر لم ينته؛ فإن وافقت طهران في الوقت الحالي على هذا المقترح فستكون بذلك قد انقذت حليفتها من دوامة المطرقة والسندان.
إقرأ أيضا لـ "محمد سلمان"العدد 1608 - الثلثاء 30 يناير 2007م الموافق 11 محرم 1428هـ